طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - تعاود إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في جنيف اليوم، محادثات مُجمّدة منذ الربيع الماضي، أعلنت طهران أنها ستطرح خلالها خطة «لا ذريعة لرفضها»، تأمل بأن تفضي إلى «خريطة طريق» تمهّد لتسوية ملفٍّ مفتوح منذ أكثر من عقد. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي بارز قوله في جنيف مساء أمس، أن الولاياتالمتحدة تأمل باتفاق مع إيران يخفّف القلق في شأن برنامجها الذري، مؤكداً أن واشنطن ليست ساذجة حول التحديات في هذا الصدد. وأضاف: «إن أحداً يجب ألا يتوقّع اختراقاً في المحادثات بين ليلة وضحاها». وتطرّق إلى تخفيف محتمل للعقوبات، قائلاً في إشارة إلى الإيرانيين: «إذا كانوا مستعدين للمضي قدماً، نحن مستعدون لذلك». وعقد ممثلو الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) اجتماعاً أمس، قبل لقاءٍ على عشاء بين وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف الذي سيشارك في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات اليوم، لكن نائبه عباس عراقجي سيرأس الوفد الإيراني، إذ إن المحادثات تُجرى على مستوى مساعدي وزراء الخارجية. وقال ديبلوماسي أوروبي بارز ل»الحياة» إن الحكومة الجديدة في إيران تعتمد «خطاباً غير صدامي، قد يسهّل التفاوض»، مستدركاً أن «الأسلوب الديبلوماسي يقتضي تقديم اقتراحات وخطوات ملموسة، تستجيب طلبات المجتمع الدولي». وتحدث ظريف عن «بداية طريق صعب وطويل نسبياً»، لافتاً إلى أنه «سيتدخل» في المحادثات «إذا كان الأمر ضرورياً». وكتب على موقع «فايسبوك»: «نريد تغيير مقاربة السنوات الست الأخيرة التي لم تؤدِّ إلى أي نتيجة». وأضاف: «آمل بالتوصل بحلول الأربعاء، إلى خريطة طريق لإيجاد سبيل يقود إلى تسوية، ولكن حتى مع توافر حسن النية لدى الطرف الآخر، يُرجّح أن يتطلّب التوصل إلى اتفاق حول التفاصيل وبدء التنفيذ، اجتماعاً آخر على مستوى وزاري». أما عراقجي فذكر أن الوفد الإيراني «سيدخل المفاوضات بتوجّه جديد، مع أخذ التجارب السابقة في الاعتبار»، مشدداً على أنه سيطرح خطة «منطقية ومتزنة تتسم بواقعية تُسقط كل ذريعة لرفضها». ولفت إلى إمكان التوصل إلى تسوية «خلال ستة أشهر الى سنة، ثم تحديد فترة لتطبيقها»، مكرراً: «لن نسمح بتجميد تخصيب اليورانيوم أو الحدّ منه أو وقفه، ولا بإخراج غرام واحد منه من البلاد. لكننا نستطيع مناقشة مستوى التخصيب وشكله وكميته». وسُئل عراقجي هل ستجري إيران محادثات ثنائية مع الولاياتالمتحدة في جنيف، فأجاب: «عقد اجتماعات ثنائية بين المشاركين في المفاوضات أمر طبيعي، وسنجري على هامشها تبادلاً لوجهات النظر مع أميركا». وقال ديبلوماسي أوروبي بارز ل»الحياة» إن «الدول الست لا تعارض مبدأ حق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية»، لكنه اضاف أن معاهدة حظر الانتشار النووي «تفرض على إيران فتح منشآتها أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا ما لم تقبل به». وشدد على أن «موقفَي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي منسجمان إزاء إبقاء العقوبات النفطية والمالية، إلى أن تستجيب إيران شرط وقف التخصيب وتبديد المخاوف التي يثيرها برنامجها النووي». وعشية محادثات جنيف، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن «نافذة العمل الديبلوماسي مفتوحة على مصراعيها». لكنه اكد، في كلمة امام مؤتمر ل»لجنة العلاقات العامة الأميركية – الإسرائيلية» (آيباك) ان «عيوننا مفتوحة أيضاً، وفيما نبحث عن تسوية سلمية للبرنامج النووي الإيراني، لا بد من تطابق الأقوال مع الأفعال. في أي انخراط مع إيران، نعي تماماً الحاجات الأمنية لإسرائيل». لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذر من أن «تخفيف العقوبات على إيران سيشكّل خطأً تاريخياً، في وقت بلغت العقوبات هدفها»، مكرراً أن «إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي». الى ذلك، وجّه تسعة أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، رسالة إلى الرئيس باراك أوباما تبدي استعداداً مشروطاً لتجميد تطبيق عقوبات جديدة على إيران. وورد في الرسالة أن على الولاياتالمتحدة أن تناقش اتفاقاً مبدئياً يستند إلى «التجميد مقابل التجميد»، أي أن توقف طهران تخصيب اليورانيوم، في مقابل امتناع واشنطن عن تطبيق عقوبات جديدة.