دعا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في تسجيل جديد نسب إليه، من سماهم "المجاهدين" في الصومال، إلى الإطاحة بالرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، وإعلان الحرب عليه. وقال بن لادن في التسجيل: "مثل هؤلاء الرؤساء هم وكلاء أعدائنا، لا تنعقد لهم ولاية أصلاً، فشيخ شريف هذا حاله، فيجب خلعه وقتاله." وخاطب المتحدث "المجاهدين" في الصومال قائلا: "إن الحرب الدائرة فوق أرضكم هي حرب بين الإسلام والصليبية العالمية، فحلف الأطلسي أوكل هذه المهمة لإثيوبيا، وهؤلاء وموكلوهم لما أرهقهم جهادكم المبارك، لجؤا إلى المكر والخداع.. فنصبوا عليكم رجلاً من بني جلدتكم، ولكنه على ملتهم، وهو الرئيس السابق عبد الله يوسف." واتهم بن لادن شيخ شريف بالتآمر مع "القوى الغربية" بعد أن كان "مع المجاهدين،" وبعد أن "أغرته العروض الأميركية." وقال: "شيخ شريف، كان رئيساً للمحاكم الإسلامية ومع المجاهدين، ولكنه نتيجة لإغراءات وعروض من المبعوثة الأميركية في كينيا، غير وبدل وارتد على عقبيه، ووافق على إشراك القوانين الوضعية الكفرية مع الشريعة الإسلامية لإقامة حكومة وحدة وطنية، وهذا الإشراك هو الشرك الأكبر المخرج من الملة." وأضاف بن لادن، المطلوب الأول للولايات المتحدة الأميركية، أنه "ينبغي الحذر من المبادرات التي تلبس عباءة الإسلام.. كالمبادرة المنسوبة لبعض علماء الصومال، بإعطاء شيخ شريف ستة أشهر لتطبيق الشريعة الإسلامية، فهم يطالبونه بأمر إنما نصب لهدمه فكيف يقيمه؟" وحمل بن لادن مجددا على النظامين السعودي والمصري، وقال: "احذروا كل مبادرة تناقض أحكام الدين، ولا تنخدعوا بها، فلا ينفعها أن ترفع اسم مؤسسة دينية، فكثير من هذه المؤسسات مخترقة من قبل الأنظمة، وخاصة نظامي الرياض والقاهرة." من جانب آخر، حذر بن لادن مما أسماه ب "زحف صليبي" إلى دارفور في السودان، قائلا "ما بين شاطئ السودان والمسجد الحرام في مكةالمكرمة إلا قرابة 300 كيلومتر، وهي أقل من مرمى صواريخ سكود." وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد أعلن مطلع الشهر الجاري موافقته على مطالب المليشيات المتشددة بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وهدنة بين الجانبين، في سياق مساعي ترمي لوقف المواجهات والهجمات التي تشنها تلك العناصر المتمردة. وقال أحمد، الذي انتخب لرئاسة الصومال أواخر الشهر الماضي، وتزعم سابقاً تنظيم "المحاكم الإسلامية" في مؤتمر صحفي إنه لن يوافق على تطبيق الشريعة بحذافيرها. وأضاف: "لقد طلب مني الوسطاء تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وقد وافقت على ذلك." ويشار إلى أن حركة المحاكم الإسلامية بسطت سيطرتها على العاصمة مقديشو وجنوبي الصومال قبيل أن تطيح بها قوة مشتركة من الحكومة المؤقتة وقوات أثيوبية، دخلت البلاد عام 2006.