ما إن بدأ موسم الرطب في محافظة بيشة وآتت أكثر من مليون ونصف المليون نخلة أكلها حتى قفز مؤشر أسعار التمور إلى مستويات غير معهودة بعد تسابق تجار التمور من داخل المحافظة وخارجها على حجز مزارع النخيل خصوصاً الواقعة منها جنوب المحافظة , ليساهم هذا الإقبال الكبير والتسابق المحموم في رفع أسعار إنتاج المزارع إلى الضعف عما كان عليه في العام الماضي على الرغم من أن موسم الحصاد لا يزال بعيداً. حيث وصل سعر إنتاج النخلة الواحدة لمبلغ 500 ريال وهو الرقم الذي لم يكن له وجود في العام الماضي حيث كان سعر إنتاج النخلة الواحدة لا يتجاوز 250 ريالا. وقد ألقى هذا الوضع بظلاله على أسعار الرطب حيث وصل سعر الكروتون الصغير من نوع (الشكل) إلى 50 ريالا في حين بلغت قيمة الأصناف الأخرى مثل (الحمراء ، الصفري ، الثاير) إلى 40 ريالا للكرتون الصغير. ويقول تاجر التمور محمد علي الحارثي أنه لم يجد فرصة لشراء إنتاج المزارع الذي تعود على شرائه هذا العام ,مشيراً إلى قيام أحد المزارعين ببيع إنتاج مزرعته ب105 آلاف ريال في حين أنه باعها العام الماضي ب 45 ألف ريال فقط. واستبعد مهتمون بتجارة التمور أن يكون السبب في هذا الارتفاع هو عامل العرض والطلب أو نقص أعداد النخيل في المحافظة مرجعين سبب ذلك لأمور لا يعرفها سوى تجار التمور. وأكد مدير الزراعة في محافظة بيشة المهندس سالم القرني أن محافظة بيشة وعلى الرغم من موجة الجفاف التي عصفت بها وقلصت أعداد النخيل المثمرة لا تزال تنتج أعدادا هائلة من التمور ذات الأصناف الجيدة والنادرة , وعدد أشجار النخيل المثمرة في محافظة بيشة وفق إحصائية العام الماضي تتجاوز المليون ونصف المليون نخلة , وأن كمية الإنتاج السنوي من التمور في بيشة تقدر بأكثر من 79 مليون كيلوجرام. وأرجع القرني سبب تزايد أسعار النخيل إلى عامل العرض والطلب والنوعية المتميزة لتمور بيشة إلى جانب قرب شهر رمضان المبارك.