في اول زيارة له الى ايطاليا اعلن الزعيم الليبي معمر القذافي خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني يوم 10 حزيران، اعلن ان صفحة جديدة قد فتحت بين بلاده وإيطاليا بعد اعتذار الاخيرة عن ماضيها الاستعماري وتقديم التعويضات عن الجرائم التي اقترفت خلال تلك الحقبة. وقال القذافي ان ايطاليا الان هي الدولةُ الاستعمارية السابقة الوحيدة التي يمكن الكف عن انتقاد ماضيها. من جانبه اعلن برلسكوني انه والقذافي اتفقا على قيام ليبيا بتزويد بلاده بكميات اكبر من النفط ومنحِ الشركات الايطالية الافضليةَ في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في ليبيا. واكد برلسكوني على ان بلاده طوت صفحة مؤلمة مع ليبيا. وقال " لقد تطلب الأمر الكثير من الإصرار لتصحيح العلاقات وبدء مرحلة جديدة من السلام والصداقة والتعاون بين البلدين". وبالرغم من استقبال القذافي في ايطاليا بحفاوة، لكن زيارته رافقتها تظاهرات نظمها مئات المحتجين في احدى الساحات الرئيسية في العاصمة روما احتجاجا على انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا. هذا وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد بدأ في 10 حزيران أول زيارة له إلى إيطاليا يرافقه فيها وفد من رجال الأعمال الليبيين. واصطحب القذافي معه محمد عمر المختار آخر من بقي من ابناء القائد الثوري عمر المختار الملقب "باسد الصحراء" والذي حارب ضد الاستعمار الايطالي. كما وضع الزعيم الليبي على بدلته العسكرية الرسمية، من الجهة اليسرى للصدر، صورة كبيرة من الارشيف يظهر فيها عمر المختار مقيدا بالسلاسل عقب اسره ويحيط به ضباط ايطاليون. وتأتي زيارة القذافي هذه بعد توقيع اتفاق بين البلدين بمدنية بنغازي الليبية في آب 2008 لتغلق صفحة مؤلمة بين البلدين ولتبدأ صفحة جديدة في العلاقات والصداقة والشراكة بين البلدين. وتعهدت روما دفع تعويضات لليبيا بقيمة 5 مليارات دولار على شكل استثمارات على مدى السنوات ال25 المقبلة. وكانت السلطات في روما قد نصبت خيمة خاصة لاستضافة الرئيس الليبي في منتزه فيلا بامفيلي، وهو أحد أجمل منتزهات العاصمة الإيطالية. وتجدر الاشارة الى أن إيطاليا التي استعمرت ليبيا لاكثر من 30 عاما أصبحت اليوم اهم شريك تجاري لليبيا.