روما - ا ف ب - وصل الزعيم الليبي معمر القذافي أمس إلى روما في زيارة لمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة الليبية - الإيطالية التي أنهت خلافاً بين البلدين في شأن الحقبة الاستعمارية. وحطت طائرة القذافي في مطار روما بتأخير ساعة ونصف الساعة عن الموعد المقرر، واستقبل الزعيم الليبي الذي ارتدى الزي التقليدي من قبل وزير الخارجية فرانكو فراتيني. ولم يتم إعلان تفاصيل زيارة القذافي لإيطاليا الرابعة خلال عام ونيف. ولم يعرف حتى الآن سوى أنه سيلتقي اليوم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني للاحتفال بالذكرى الثانية لتوقيع المعاهدة في 30 آب (أغسطس) 2008 في بنغازي شرق ليبيا، وتدشين معرض للصور في روما. وسيلتقي القذافي وبرلوسكوني اللذان تربطهما صداقة، مساء اليوم في مركز درك تور دي كوينتو للخيول في الضاحية الشمالية للعاصمة الايطالية لحضور عرض للفروسية دعي إليه 800 ضيف خصوصاً من عالم الاقتصاد والأعمال. ومنذ توقيع اتفاق الصداقة بين البلدين، أصبحت إيطاليا ثالث مستثمر أوروبي في ليبيا. وجاء القذافي إلى إيطاليا مع خيمته التي سينصبها في حديقة مقر إقامة السفير الليبي، وليس في المتنزه العام لفيلا بامفيلي كما فعل في حزيران (يونيو) 2009، كما استقدم معه فرقة ليبية فلكلورية تضم خصوصاً 30 جواداً أصيلاً مع فرسانها. وسيقيم برلوسكوني على شرف ضيفه مأدبة إفطار رمضانية، كما سيدشن الرجلان معرض صور عن تاريخ العلاقات الليبية - الايطالية، وضمنها الفترة الاستعمارية. وشوهدت نحو 400 أمرأة يتوافدن بعد ظهر أمس على مقر إقامة السفير الليبي، حيث رفعت لافتة كتب عليها بالعربية «الأكاديمية الليبية في إيطاليا»، حيث القى القذافي محاضرة عن الإسلام و «الكتاب الأخضر» الذي ألفه، كما فعل في زيارته الأخيرة التي جمع خلالها 300 امرأة عبر مكتب لتوظيف العارضات وتقاضت كل منهن 50 يورو لسماع محاضرته. ويتوقع أن يكون الاقتصاد حاضراً في المحادثات بين الجانبين. ونص الاتفاق على استثمار إيطاليا 5 بلايين يورو في ليبيا كتعويض عن فترة استعمارها لهذا البلد منها ثلاثة بلايين يورو لشق طريق سريع بطول 1700 كلم. وتتنافس على المشروع 20 شركة إيطالية، بحسب ما أعلن أخيراً وزير البنى التحتية الايطالي التيرو ماتيولي. ووصف مدير عام مجموعة «ايني» النفطية باولو سكاروني ليبيا، حيث تعتزم المجموعة استثمار 25 مليار يورو، بأنها «درة تاج» هذه المجموعة الإيطالية. في المقابل، تستثمر ليبيا أيضاً في إيطاليا. وعززت في مستهل هذا الشهر حضورها في أكبر بنك ايطالي «يوني كريدي» الذي تملك أكثر من 6 في المئة من رأسماله. وتشير الصحف إلى احتمال شراء ليبيا في المستقبل عتاد دفاعي ايطالي. بيد أن زيارة القذافي أثارت مجدداً الجدل. وأعلن حزب «إيطاليا القيم» بزعامة القاضي السابق المناهض للفساد انطونيو دي بيترو عن تجمع أمام السفارة الليبية وثكنة تور دي كوينتو. كما تنتقد الكنيسة والمدافعون عن حقوق الانسان الاتفاق الموقع بين البلدين كونه يتيح طرد مهاجرين، معربين عن مخاوف من عواقب إعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم.