تكشفت أمس مزيد من الآلام والمآسي في حادثة «الصعق الكهربائي» التي شهدتها بلدة «عين دار الجديدة» (محافظة بقيق) ليل الثلاثاء الماضي، وأودت ب25 شخصاً، فقد اتضح أن هزاع الهاجري الذي رُزِق قبل شهر بثلاثة أطفال، بعد أن كان ينتظر سنوات عدة أن يرزق بواحد، فارق الحياة أثناء محاولته إنقاذ ضحايا الحادثة من النساء والأطفال، وكان بين الضحايا آخران خلعا قبل يوم واحد من الحادثة ثياب الإحرام البيضاء، بعد أن أديا مناسك الحج، لكنهما ارتديا ثياباً بيضاء أخرى غير مخيطة أيضاً، وهي الكفن! أما في المقبرة، فقد توسدت أمهات التراب مع فلذات أكبادهن، ورقدت شقيقات بالقرب من أخواتهن، في مشهد يفيض تراجيديا سوداء. وغداً (السبت) يعود الطفل عبدالله الهاجري، ذو السنوات السبع من مدرسته، لكنه لن يجد أمه خلف الباب، لتأمره بنزع ثيابه وانتظار والده ريثما يصل، كي تضع لهم الغذاء، فهي وشقيقته رحلتا مع الضحايا ال25، الحال ذاتها تنطبق على الثمانيني فهد بن محمد، الذي بدا هو الآخر متوسداً مقعداً إلى جانب الطفل، متكئاً على عكازه، فيما ابتلت لحيته البيضاء بدموع غزيرة، وهو يتذكر زوجته التي أبت البقاء في منزلها، وأصرت على مشاركة أهالي الهجرة أفراحهم، على رغم مرضها الشديد، فيما بقي كرسيها المتحرك يتوسط مكان الفاجعة. ووصف العريس محمد سعد الهاجري ما حدث ليلة زفافه ب«الكارثة»، لافتاً إلى أن حفلة الزفاف تمثل «الحلم لكل شاب بأن يعم فيه الفرح، ولكن سرعان ما تحول فرحنا إلى فزع وخوف وهلع، من الأصوات التي كانت ترتفع من الرجال والنساء والأطفال، إضافة إلى أصوات سيارات الإسعاف والإنقاذ وفرق الدفاع المدني». وفي برج الدمام الطبي، أبلغ أحد أقارب المتوفين بأن زوجته وأطفالهما كادوا ينضمون إلى بقية المتوفين، لولا أن ضيوفاً حلَّوا على منزله في الدمام في اللحظة الأخيرة، ما جعلهم يقررون عدم المشاركة في العرس، ويجري تحقيق مع 10 أشخاص، يُشتبه بأنهم أطلقوا النار ابتهاجاً بالعرس، ما تسبب في سقوط «كيبل» الكهرباء على الأرض لتقع الكارثة. غير أن جهات أمنية أبلغت بأن «التحقيقات لا تزال في بدايتها». الحياة.