يجسد هزاع سعد الهاجري، وجهاً من وجوه المأساة التي حلّت في بلدة عين دار الجديدة، فهذا الشاب، ظل لسنوات يحلم بأن يُرزق بمولود، ذكراً كان أم أنثى، وكان يمنّي نفسه بلحظة وصوله، وبعد سنوات من الانتظار، مَنّ الله عليه بدل الواحد، بثلاثة أطفال، بنتين وولد، أبصروا النور قبل شهر. غير أن هزاع، لن يسمع من واحد من الثلاثة كلمة «بابا». فلقد رحل هو عن الدنيا، فيما كان يحاول إنقاذ ضحايا حادثة حفلة الزفاف، التي وقعت يوم الثلثاء الماضي. رحل هزاع، الذي كان يعمل في إحدى الشركات الخاصة، براتب شهري بسيط، عن هذه الدنيا مخلفاً زوجة وثلاثة أطفال، يقطنون في بيت والده. وكانت كل أحلامه أن يبني بيتاً يضم أسرته، التي تضاعف عددها سريعاً. في هذه الأثناء تتواصل التحقيقات في الحادثة، وعلمت «الحياة»، أن اللجنة المُشكّلة من جهات مختصة، «تحقق مع 10 أفراد على صلة بالحادثة. ولم يتوصّل التحقيق إلى أي شيء يُذكر، وما زال مستمراً». ويترأس لجنة التحقيق في الحادثة، التي خلّفت 25 متوفياً، من رجال ونساء وأطفال، إضافة إلى المصابين، محافظ بقيق سليمان حمد بن جبرين. فيما أكد مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية بالإنابة اللواء عبدالله خشيمان، أن «التحقيقات جارية في الحادثة، من قِبل اللجنة التي أمر بتشكيلها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد». وقال عبدالله تركي الهاجري (أحد سكان عين دار)، ل «الحياة»: «إن 90 في المئة من ضحايا الحادثة، التي وقعت في هجرة عين دار الجديدة (40 كيلومتراً غرب محافظة بقيق)، أقارب للعريس»، لافتاً إلى أنه «متأثر من الحدث، الذي وقع في حفلة زفافه»، مضيفاً «حضر لتقديم واجب العزاء رئيس «أرامكو السعودية» بالإنابة أمين الناصر، وعدد من المديرين والرؤساء في الشركة. وقدم الناصر التعازي. كما أكد أنهم يعتزمون تعويض أصحاب السيارتين، اللذِينِ قاموا بهدم جدار المقر، لإنقاذ بقية النساء والأطفال المحاصرين في الموقع». وذكر أن «إحدى الأسر في الهجرة فقدت أثناء الحادثة طفلة عمرها ثلاث سنوات. وبعد البحث عنها تم العثور عليها متوفاة وهي ملتصقة في إحدى الجثث المتفحمة».