قالت مصادر مقربة من الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، إن جرافات تستعد لهدم منزله بقطر لتنفيذ المخطط الجديد لمدينة الدوحة، حيث سيتم إنشاء أبراج ومتنزهات مكان بيت القرضاوي والبيوت المجاورة له، وحصل القرضاوي كما حصل غيره من ملاك البيوت التي يتم نزع ملكيتها وهدمها على تعويض مالي سخي من الحكومة القطرية لشراء أو بناء مساكن بديلة. ووفق هذه المصادر تلقى الشيخ إنذاراً بقطع الماء والكهرباء عن منزله بمنطقة وادي السيل، ويفيد الإنذار بسرعة إخلاء المنزل في مدة زمنية محددة تمهيداً لهدمه وهدم المنطقة المحيطة به مكتبة ضخمة : وأوضحت المصادر أن رئيس اتحاد علماء المسلمين يواجه مشكلة في نقل مكتبته الضخمة من البيت المهدد بالإزالة إلى بيته الجديد. وتضم المكتبة أكثر من 30 ألف مرجع من أمهات الكتب النفيسة في شتى فروع الثقافة من بينها مؤلفاته التي تزيد على 150 كتاباً. كما تضم مكتبة سمعية ومرئية تحتوي على مئات التسجيلات للحلقات التلفزيونية التي شارك فيها الشيخ طوال أكثر من 10 سنوات في حلقاته التلفزيونية. وهي المكتبة الوحيدة المنظمة والمفهرسة التي كان القرضاوي يحلم بها منذ أقام في قطر. وأشرف بنفسه على تنظيمها لمدة عام ونصف. ووصف القرضاوي – بحسب مقربين منه – إخلاء بيته ونقل مكتبته لمكان آخر بأنه "أكبر مصيبة وبلوى تواجهه وعلاجها يحتاج إلى عمر آخر". ويقع بيت القرضاوي الذي سيتم هدمه في منطقة استراتيجية راقية بها قصور وفيلات يسكنها سفراء ووزراء تطل على شارع رئيسي ما بين إدارة الدفاع المدني ونادي قطر الرياضي بالعاصمة القطرية. بيت اللقاءات السياسية : واستقبل القرضاوي في بيته بوادي السيل شخصيات بارزة من علماء وسياسيين ورجال دين غير مسلمين، كان آخرهم الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، وأبرزهم حاخامات يهود من أصول أمريكية وبريطانية معارضين للصهيونية ولقيام إسرائيل. وشهد البيت مساجلات فكرية ومعارك فقهية بين القرضاوي وأطراف علمانية وشيعية، آخرها معركته الأخيرة التي كشف فيها عن محاولات لنشر المذهب الشيعي في دول يدين أكثر مسلميها بالمذهب السني. وانتقل القرضاوي للبيت المعرّض للإزالة قبل 4 سنوات بعد أن كان يسكن في فيلا بالإيجار لعدة سنوات في حي كبار الموظفين الراقي على طريق جامعة قطر. وحصل القرضاوي كما حصل غيره من ملاك البيوت التي يتم نزع ملكيتها وهدمها على تعويض مالي سخي من الحكومة القطرية لشراء أو بناء مساكن بديلة. ويشرف أبناء الشيخ و أعضاء مكتبه حالياً على تأثيث بيت جديد قرب جامعة قطر يضم منزلاً سكنياً لائقاً ومكتباً ومكتبة. ومنذ سنوات استقر الشيخ القرضاوي (83 عاماً) في مكتبه ومكتبته الملحقين بمنزله. ونظراً لظروفه الصحية لا يذهب لمكتبه في جامعة قطر بصفته مديراً لمركز بحوث السيرة والسنة النبوية. والشيخ القرضاوي مصري الأصل قطري الجنسية ولد عام 1926 في قرية (صفط تراب) مركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية في وسط دلتا النيل شمال االقاهرة. وسافر الى قطر في عام 1961 معاراً من الأزهر، ومازال يقيم فيها حتى اليوم. وحصل على الجنسية القطرية عام 1968. وطبقاً للمخطط الجديد لمدينة الدوحة سيتم إنشاء أبراج ومتنزهات مكان بيت الشيخ القرضاوي والبيوت المجاورة له. وسبق للجهات المختصة في قطر نزع ملكية مناطق وأحياء بالكامل للمنفعة العامة لإقامة مشاريع جديدة مكانها. ومن المناطق التي سبق إزالتها منطقة الأسواق القديمة التي أقيم مكانها سوق واقف التراثي، ومدينة الريان القديم التي أقيمت مكانها مؤسسة قطر للتربية والعلوم والثقافة، ومنطقة الرميلة أقدم أحياء الدوحة التي سويت مبانيها بالأرض وتسبب إجلاء سكانها في ظهور أزمة سكن خانقة بالدوحة لم تنته توابعها حتى اليوم.