لنكن عقلاء في مواجهة الاختلاط : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد : إن الإسلام العظيم قد كرم المرأة وجعل لها مكانة عظيمة تتبوأها علمه من علمه وجهله من جهله وهاهي الأم العزيزة والحبيبة والتي جعل الله تعالى البر بها سببا ً في دخول الجنة ( فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ) . رواه مسلم وهاهي الزوجة ملكة في بيتها مربية أطفالها أخت الرجال لها من الأجر العظيم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) . رواه الإمام أحمد ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير. فالمرأة لها مكانة عظيمة في الإسلام لا كما يظن المتربصون بعفافها وكرامتها الساعون بأفكارهم المنحرفة لإخراجها من حيائها وحشمتها وذلك بقولهم أن المرأة يجب أن تأخذ حقوقها وهي مظلومة ومضطهدة يريدون بذلك أن تخرج من بيتها إلى ميادين العمل ثم بعد ذلك يهيؤونها للعمل المختلط بتسويغ عملها وأنها يجب أن تنفق على نفسها وتضمن مستقبلها يا إلهي ماذا يراد بنا !!! قال تعالى مخاطبا ً النساء المسلمات : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) سورة الأحزاب الآية :33 قال ابن كثير : أي ألزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة . وفي الحديث : (( أن المرأة عورة , فإذا خرجت استشرفها الشيطان . وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها )) . رجاله ثقات ابن خزيمة والترمذي. وفي زمان مضى كان الناس يثربون على من تعمل وتخرج من بيتها حتى وإن كان هذا العمل غير مختلط يقولون كيف تخرج امرأة من بيتها وتعمل كالرجال وتترك بيتها وأولادها ، انظروا اليوم كيف يتسابقون الرجال لتوظيف بناتهم في المجالات المختلطة من مستشفيات وغيرها فما الذي غير الحال يا سبحان الله إنه حب الدنيا والمال .... فعلى المرأة أن تدرك أنها عزيزة وأن لها دور عظيم في الإسلام فهي الزوجة والأخت والأم والبنت . و إذا ابتلينا بالاختلاط في بعض الأماكن لا يعني ذلك أننا نتركه هكذا دون ضوابط فهذا فهم سقيم ، فالواجب أن يتعامل مع هذا الوضع وفق الشرع فإذا كان هناك حاجة لحضور ندوات في المجال الصحي وغيرها يجب مراعاة فصل النساء عن الرجال فإن لم يوجد فعلى الأقل تخفيف ذلك بأن يكون الرجال في الأمام والنساء في الخلف وبينهم مسافة وينظم المكان بحيث يتلافى الاختلاط هذا إن لم يوجد قاعات خاصة للنساء ، أما مع وجود قاعات منفصلة للنساء فلا حجة لاجتماعهن مع الرجال وأما ما يحدث في بعض ما يسمى بالاحتفالات والمناسبات كالأيام الصحية : مثل يوم التمريض العالمي والتمريض الخليجي وغيره من المناسبات وما يحدث فيه للأسف في بعض الأماكن وأنا أقول ليس كلها بل بعض منها وإلا فبعضها والحمد لله قد هيئوا أماكن خاصة للنساء وآخر للرجال ، ولكن ما يحدث في بعضها من اختلاط سافر وتحدي للشريعة في تلك الأمكنة من اختلاط العاملين بالعاملات وتسليم الجوائز لهن والضحك معهن وقد يصل الحد في التصوير معهن للذكرى فماذا يقول هؤلاء لرب العزة والجلال ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ) سورة النور الآية : 63 ، ألم يخالفوا أولئك النبي صلى الله عليه وسلم بالضحك مع العاملات والتصوير معهن وجعل الأماكن مختلطة ووضعهن بجانب بعض مع الرجال ، بلى وربي قد خالفوا أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم هداهم الله إلى الحق ، وليس معنى أن وجود الاختلاط في بعض الأماكن يكون مدعاة للاختلاط في المناسبات لو وجد أن اختلاطهم في العمل فليس هناك ضرورة للاختلاط في المناسبات والاحتفالات فحرمات الله يجب أن تصان (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) سورة الحج الآية : 30 . وليدركوا خطورة أمر الاختلاط ومايؤول إليه من شرور وفتن وليتأملوا في نصح الناصحون من العلماء الأخيار فإنهم بينوا خطورة الاختلاط وحذروا منه فجزاهم الله خير الجزاء ورحم الله من مات منهم وحفظ الله الباقين وسددهم لكل خير . وهذه فتوى اللجنة الدائمة رقم ( 2768) وتاريخ 13/ 1/ 1400ه : ( أما حكم اختلاط النساء بالرجال في المصانع أو المكاتب بالدول غير الإسلامية فهو غير جائز ، ولكن عندهم ما هو أبلغ منه وهو الكفر بالله جل وعلا فلا يستغرب أن يقع بينهم مثل هذا المنكر . وأما اختلاط النساء بالرجال في البلاد الإسلامية وهم مسلمون فحرام . والواجب على المسؤولين في الجهة التي يوجد فيها اختلاط أن يعملوا على جعل النساء على حدة والرجال على حدة لما في الاختلاط من المفاسد الأخلاقية التي لا تخفى على من له أدنى بصيرة ) وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . عضو : عبد الله بن قعود عضو : عبد الله بن غديان نائب الرئيس : عبد الرزاق عفيفي الرئيس : عبد العزيز بن باز فياليت قومي يعلمون عن خطورة هذا الداء العضال ونتائجه السيئة وما الغرب عنا ببعيد فحينما دب فيهم الاختلاط انتهكت المحرمات وظهرت الأمراض وأفلت الأخلاق فيالسعادة المنيب لرب العزة والجلال ويالتعاسة من أرداه هواه في وحول الآثام واتخذ من المخالفين لسيد الأنام شريعته ومبتغاه فماذا يقول لربه يوم الحشر والمعاد : ( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ) والحمد لله رب العالمين . فواز الظفيري.