ارتكب نظام الأسد مجزرة مروعة في محافظة درعا، راح ضحيتها 30 قتيلا وقرابة 100 جريح، حيث أغار طيران الأسد على أسواق جاسم وحاراتها ممطرا إياها بالقذائف والصواريخ مما سبب دمارا كبيرا في منازل وبيوت الأهالي، وهو ما اعتبره نصر الحريري الأمين العام للائتلاف بأنه" نتيجة طبيعية ومتوقعة جراء الصمت الدولي عن مجازر الأسد وعدم تحمله مسؤوليته تجاه الشعب السوري"، وقال الحريري إنّ عدم جدية المجتمع الدولي في وضع حدّ لإجرام الأسد في جاسم والرقة وغيرها، سيجعل من جميع المناطق السورية فريسة لهمجية قوات الأسد، وعرضة للوقوع في فخّ الإرهاب الذي مازالت دول العالم مصرة على إيقاع المواطن السوري والمنطقة ضحية له. هذا وأفادت مصادر مطلعة أن الفرق الطبية في الجاسم سارعت إلى إسعاف الجرحى وسط نقص كبير في الكوادر والمسلتزمات الطبية والأدوية مع معاناة في نقص الدم وتأتي مجزرة جاسم بعد سلسلة من المجازر المرتكبة من قبل طيران الأسد في عدة مدن بسهل حوران. غليون: المبادرة تؤدي إلى مساعدة النظام من قبل حلفائه وعلى الصعيد السياسي أكد وليد المعلم وزير خارجية الأسد على التزامه بمبادرة المبعوث الأممي دي ميستورا بشرط أن يتحصلوا على تأكيد المبعوث الأممي على موافقة الفصائل المتواجدة في مدينة حلب على تجميد القتال مع تشديده على أهمية عودة الإدارة المحلية بسلطاتها المتنوعة وقوات حفظ النظام إلى الأحياء التي يسيطرون عليها الآن، وتسهيل وصول المساعدات الغذائية عبر الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب وتسليم هيئات المجتمع المدني -التابعة لنظام الأسد- توزيع هذه المساعدات". من جانبه اعتبر برهان غليون عضو الائتلاف الوطني السوري أن هذه المبادرة الهادفة إلى تجميد القتال على الجبهات مع قوات الأسد، بأنها تؤدي إلى مساعدة النظام من قبل حلفائه، الروس والإيرانيين، وتمكينه من قطف ثمار حرب التجويع والتركيع والقتل العشوائي والتهجير المنهجي للسكان، وأضاف غليون إنّ ميستورا، حاكى بفكرته آمال سوريين كثيرين بإمكانية فتح ثغرة في جدار الحرب الوحشية، والتقدم ولو خطوة صغيرة، في اتجاه التهدئة على طريق إيجاد حل سياسي للمحنة السورية المستعصية، لكن للأسف ليس في المبادرة أي مشروع لحل سياسي مؤكدا على أنّ الإيرانيين الذين يقودون العمليات العسكرية والسياسية في سورية، باتوا يعرفون أن الاستنزاف أصاب جميع القوى، وفي مقدمتها النظام، وأن الأسد ليس في حاجة إلى أكثر من تجميد المواقع، ووقف إطلاق النار حتى يستمر، ويوقف تدهور موقفه العسكري والسياسي، فوقف إطلاق النار، من دون شروط، سوى تأمين الغذاء للمناطق المحاصرة، يعني ببساطة، تحرير الأسد من كل الضغوط العسكرية والدولية، وتكريس سلطته من جديد في المناطق التي يسيطر عليها، وهي الأهم سياسياً في سورية، وتركه المناطق الأخرى الخاضعة للثوار تكتوي بنار الفوضى والصراعات الداخلية، والتسول على المساعدات الدولية. مثل هذا الوضع لا يشكل ضماناً لبقاء الأسد، كما يريد الإيرانيون فحسب، وإنما يريح، أيضاً، المجتمع الدولي الذي يريد أن يتخلص من عبء المأساة السورية، ولا يبقي من القضية السورية أعني قضية تغيير نظام حكم جائر وقاتل، إلا بُعدها الإنساني.