تعليقاً على ما ينشر حول مشكلة الطلاق الذي للأسف أصبح شبحاً يراود كل فتاة قبل الإقدام على الحياة الزوحية، وأصبح البيت في حالة ترقب وهلع من الوقع في ما لاتحمد عقباه، تجد ولي الفتاة يحرص كل الحرص على البحث عن شريك حياة ابنته القادم وهو قد يكون أو لا يكون!! الطلاق الذي أصبح للأسف من المعضلات التي لا يخلو بيت حتى تجد امرأة إلا وقد طلقت إلاّ من وفقها الله عز وجل لذلك، أبغض الحلال إلى الله الطلاق عبارة سمعناها كثيراً حيث إن هذا الحديث فيه نظر وهو ضعيف كما ذكره الألباني في كتاب إرواء الغليل رقم (2040). إن الحديث عن الطلاق كثر فيه الجدل والطرح اليومي بسبب جهل الطرفين بحقوق الآخر وضعف الوازع الديني والثقافي والاجتماعي ولم يبق سوى الجانب الغريزي للأسف !! هناك من يرى أن السبب هو المرأة والآخر يرى الرجل. حقيقةً لا يمكن أن نعزو أمر الطلاق إلى طرف دون النظر إلى الطرف الأخر. فهناك بعض الرجال الذين ينظرون إلى المرأة بضعفها وقلة عقلها وحيلتها - وأنها ناقصة عقل ودين- وهذا فهم خاطئ لهذه العبارة- هنا نجد أن الطلاق هو الفيصل الحقيقي بين الطرفين ولكن بشروط تحكيم العقل وأيّ عقل يا ترى أن ترى! عندما يأتي الرجل من عمله وهو في أمّس الحاجة إلى الشرب أو الأكل حتى يقلب الطاولة على رأس الزوجة على ماذا لا يوجد أكل! فتأتي الطامة الكبرى وهو الطلاق الشيطاني وهناك أناس للأسف ينتهجون هذا الأمر الخطير وهي الرجولة الزجاجية يقول الله سبحانه وتعالى: (وعاشروهن بالمعروف) النساء.. على المرء أن يتعقل في طرح سياسة الطلاق والبعد عن الحشرجة النفسية فأنت وهي مكملان للحياة، وهناك بعض الشباب يطلق دون النظر إلى عواقب الأبناء وأين سوف يتربون ؟ وكيف يعيشون ؟ وكيف تكون حياتهم عند البلوغ ؟ ومن الذي سوف يعيلهم ؟ سوف يصبحون عالة على المجتمع تتلقفهم الأيدي الخبيثة يمنةً ويسره وآخر قد يكون سبباً في الطلاق وهو عدم الثقة بين الطرفين والشك وتدخل الأهل مما يسبب الوقوع في وحل الطلاق والكثير والكثير وهناك موقف لعمر بن خطاب رضي الله عنه وكيف كان يتعامل مع زوجته وهو بشدته وصرامة أمره، أتركه لهؤلاء الذين ينظرون إلى سياسة الطلاق الحل الأخير في نهاية صراع وهمي": قال الأعرابي: يا أمير المؤمنين، جئت إليك أشكو خُلق زوجتي، واستطالتها عليّ، فرأيت عندك ما زهَّدني، إذ كان ما عندك أكثر مما عندي، فهممت بالرجوع، وأنا أقول: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي؟ فتبسم عمر وقال: يا أخا الإسلام، إني احتملها لحقوق لها عليّ، إنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، مرضعة لأولادي، غاسلة لثيابي، وبقدر صبري عليها، يكون ثوابي." وهذا الذي دفع ضميري تجاه مسألة الطلاق وتفشيها في المجتمع بشكل ملحوظ ممن يسبب إرباك للمجتمع وانعكاسه على سفينة الإستقرار الاجتماعي ليس منا أحد يخلو من خطأ أو عيب وكلنا ذو خطأ ولكن أن يكون الطلاق هو الحل الأمثل للقضاء على الحياة الزوجية بأتفه الأسباب فهذا أمر قاصر وشائك لا يرضاه ضمير ولا يقبله عقل، لم يشّرع الله سبحانه و تعالى نهج الطلاق إلا لحكمةَ بالغة وهي عدم توافق الطرفين في الحياة الزوجية فهنا يلجأ الزوج إلى أمر الطلاق من أضيق أبوابه وليس له الحق في تدبير أمر الطلاق كشربة ماءٍ أوتلاعب بضمير المرأة الإنساني وسؤال يطرح نفسه لماذا يتسرع الرجل بأمر الطلاق يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يفرِكنّ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر" رواه أحمد ومسلم. لو كل رجلٍ نهج هذا النهج النبوي وتعرف على حقيقة الأمر لأصبح مجتمعنا بخير لكن الجهل المركب الذي يفتقد عند الكثير وعدم التعقل في الأمور.