يُعد امتطاء صهوة "الدراجات النارية" الهواية الأكثر خطورة على الأطفال والمراهقين والشباب، ومع ذلك لا تجد موقفاً حازماً تجاهها، سواء من الأسر أو الجهات المعنية المتشعبة بين الأمن العام ومكاتب العمل والأمانات وفروع وزارة التجارة. وتلقى هذه الهواية المحفوفة بالمخاطر رواجاً كبيراً في العطل وإجازة نهاية الأسبوع، وكذلك المهرجانات المرتبطة بالمناسبات وأسابيع التسوق، حيث يُشرف عليها -في الغالب- عمالة وافدة هدفهم الربح المادي دون الاكتراث بعواقب عملهم السلبي، لاسيما وأن أسراً ثكلت ببعض أبنائها وأخرى تعرضت لإعاقات أو بتر للأطراف جراء رياضة الموت والإعاقة. إن ما نشاهده من وقوع حوادث مؤسفة لممارسي "الدراجات النارية" يتطلب تكثيف التوعية بمخاطرها، وكذلك تنظيم دورات تعليمية لكيفية قيادتها، إضافةً إلى فرض شروط على من يريد شراءها، وتحديد طُرق مخصصة لها، وكذلك تبني فكرة مشروع توعية مرورية خاصة بمخاطر الدراجات النارية واستقطاب المختصين لها، إضافةً إلى تنظيم زيارات لطلبة المدارس لتوعية ممارسي هذه الرياضة بأهمية الالتزام بقواعد السير والمرور، وتجنب وقوع الحوادث، إلى جانب أهمية وجود مواقع آمنة لممارسة هذه الهواية، وتحديد سن مناسب لمن يمارسها، تحت إشراف ومتابعة الجهات المسؤولة عن الأمن والسلامة (الدفاع المدني، المرور، الهلال الأحمر)، وكذلك وجود أندية مخصصة لهذه الرياضة، حتى لا يمتد الضرر إلى الأبرياء. مواقع آمنة وطالبت "سلمى الحربي" بتخصيص مواقع آمنة لممارسة هذه الهواية، وتحديد سن مناسب لمن يمارسها، تحت إشراف ومتابعة الجهات المسؤولة عن الأمن والسلامة (الدفاع المدني، المرور، الهلال الأحمر)، على أن يلزم الممارس بارتداء "الخوذة" والزي الملائم الذي يحميه عند انكفاء "الدباب" وسقوطه منه، مشددةً على أنها تعيش لحظات عصيبة عند رضوخها لمطالب أبنائها وبناتها بقيادة الدراجة، حيث إن ابنتها الكبرى تعرضت لإصابة في قدمها ألزمتها الفراش عدة أيام حتى التئام جرحها، مُشددةً على أهمية تحمّل المؤجر تبعات هذه الحوادث وعدم اقتصاره على تقاضي المال وصيانة مركبته حتى يحس بالمسؤولية ويمتنع عن تأجير صغار السن. استعراض بهلواني وقال الشاب "فيصل الجهني": أجد متعة في هذه الرياضة منذ صغري، فقد كانت "الاستعراضات البهلوانية" تستهويني عندما كنت طفلاً، وقد ترسخت لدي عندما كبرت، وتمكنت من تملك دراجة نارية، بل تجاوزت ذلك لتحدي أقراني في الطرقات والشوارع العامة بشكل يصفه البعض بالجنوني، مضيفاً أنه عانى من السقوط أكثر من مرة، مما أبعده عن مزاولة هوايته، إلاّ أنه يعود لها فور تحسن وضعه الصحي، متمنياً وجود أندية مخصصة لهذه الرياضة، حتى لا يمتد الضرر إلى الأبرياء، لاسيما وأن بعض المبتدئين ألحقوا إصابات بأطفال وشيوخ ونساء كانوا يعبرون الشارع وبعضها كانت خطرة جداً، مؤكداً على أنه لو تم تأمين مواقع مناسبة لما حدث ذلك -بعد مشيئة الله-. نحتاج إلى تكثيف التوعية بالمخاطر وتخصيص مواقع آمنة في ظل وجود أندية للتعليم دورات تدريبية وحذّر "عبدالحميد بن عبدالله الجهني" -مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بالمدينةالمنورة- من سوء استخدام الدراجات النارية، داعياً إلى تكثيف التوعية بمخاطرها، وكذلك تنظيم دورات تعليمية لكيفية قيادتها، إضافةً إلى فرض شروط على من يريد شراءها، وتحديد طريق مخصص لها، للحد من التجاوزات المرورية والأمنية، داعياً الجهات المعنية إلى تبني فكرة قرية توعية مرورية خاصة بمخاطر الدراجات النارية واستقطاب المختصين لها، وكذلك تنظيم زيارات لطلبة المدارس لتوعية ممارسي هذه الرياضة بأهمية الالتزام بقواعد السير والمرور، وتجنب وقوع الحوادث، مشيراً إلى جملة من السلبيات التي تسببها فوضى الدراجات النارية وفي مقدمتها الازعاج والتلوث البيئي، لاسيما داخل الأحياء السكنية المأهولة، مشدداً على ضرورة الفحص الميكانيكي وإلزام صاحب الدراجة برخصة قيادة وفحص لدراجته سنوياً. 20 حادثاً وأكد العقيد "د. خالد العتيبي" -مدير إدارة الدفاع المدني بالمدينةالمنورة- على أن إدارته تلقت خلال عام 1435ه بلاغات عن (20) حادثاً لدراجات نارية في المدينةالمنورة، مضيفاً أنه مع قلة البلاغات المتلقاة إلاّ أن عواقب الدراجات النارية وخيمة جداً، ناصحاً باتباع إرشادات السلامة أثناء القيادة ك"الخوذة الواقية"، وأن تقتصر قيادة الدرجات على من يجيدها، مع عدم تساهل الأسر في قيادة أبنائهم، لاسيما صغار السن، مشدداً على أهمية التثقيف بمخاطر الدراجات النارية، وتبني الجهات التعليمية لبرامج توعوية بمخاطر الدراجات، حرصاً على سلامة الأبناء. إصابة ووفاة وقال "نايف الأحمدي" -المتحدث الرسمي في هيئة الهلال الأحمر السعودي-: إن الإصابات التي تلقتها إدارته خلال العام المنصرم نتيجة قيادة الدراجات النارية بتهور تراوحت ما بين إصابات متوسطة إلى خطيرة جداً قد تصل حد الوفاة، مضيفاً أن من الإصابات كسور الفخذ نتيجة ارتطام القدم بالمقود، وخلع الكتفين نتيجة انتشار القوة عند الارتطام إلى أضعف نقطة وهي مفصل الكتفين، وكذلك إصابة الرأس مباشرة بسبب الوقوف المفاجئ عند الارتطام بجسم صلب، مما يؤدي إلى قذف السائق من موقعه باتجاه الجسم الآخر، مبيناً أنه تحدث هذه الإصابات حتى وإن كان السائق مرتدياً أدوات السلامة، وأمّا إن لم يكن ملتزماً بها فستكون الإصابة أخطر وذات مضاعفات، ناصحاً بأن يكون الطفل أوالمراهق تحت نظر ومتابعة ذويه، وأن يكون ملتزماً بأدوات السلامة. أسلوب أمثل وأكد "الأحمدي" على أن الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الطفل، لذا لابد أن تكون خير موجه له، وخير مُعلم، خاصةً في ممارسة رياضة قد تكون خطرة جداً عند استخدامها بالشكل الخاطئ، مبيناً أنه من الممكن أن تكون هذه الرياضة ممتعة عند اتباع السلامة، مُشدداً على ضرورة توجيه ممارس رياضة ركوب "الدبابات" كيفية اتباع الأسلوب الأمثل لتجنب وقوع إصابة أو مكروه -لا سمح الله-، لافتاً إلى أن من أهم اشتراطات السلامة اتباع إرشادات المرور عند القيادة، ومزاولة هذه الرياضة في مكان مخصص، وارتداء الملابس الخاصة لهذه الرياضة من "خوذة" وواق للمفاصل، وكذلك "جاكيت" وقفازات، إلى جانب إتباع السرعة وطريق السير حسب توجيه المرور، وعدم الاستهتار بالتفحيط أو الالتفاف يميناً ويساراً بسرعة عالية، مما قد يسبب انكفاء أو تصادم الدراجات مع بعضها، أو عدم السيطرة عليها وارتطامها بجسم صلب، مما يؤدي إلى نتيجة عكسية وإصابات بالغة. مخالفو الأنظمة وأوضح العقيد "فهد بن عامر الغنام" -الناطق الأمني في شرطة منطقة المدينةالمنورة- أن إدارته حازمة في مواجهة مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وأن الحملات التفتيشية المكثفة أوقعت بعدد من مؤجري الدراجات النارية، داعياً المسؤولين في مكاتب العمل التحقق من أنشطة مزاولي التجارات الخطرة، والذين لا يهتمون إلاّ بالربح المادي على حساب سلامة أبنائنا وإخواننا المواطنين، مشيراً إلى أن التجمعات لهذه الفئة من العمالة ترتبط بالمهرجانات، وهذا يجعل جهات عدة تحت طائلة المسؤولية كالعمل والأمانة والتجارة، وكذلك رجل الأعمال المنظم الذي يجب عليه أن يمنع المخالفين، وفي حال عدم انصياعهم يُبلّغ عنهم، مشدداً على أهمية دور المواطن كشريك أساسي ورجل أمن أول في التوعية والتوجيه والتعاون مع رجال الأمن، فمسؤولية المواطنة تجعلنا نؤمن بعمق بأننا في سفينة واحدة لا يستغني أحد منا عن الآخر، مُحذراً الآباء والأمهات من مغبة الرضوخ لمطالب الأطفال والسماح لهم بامتطاء الدراجات النارية حرصا على سلامتهم. عدم الإلمام بقيادة «الدباب» قد يتسبب في وقوع الإصابات بعض المناطق نجحت في توفير مضمار للرياضة لكنه يحتاج إلى الاهتمام التأكد من سلامة «الدباب» مهم جداً قبل القيادة بعض محال تأجير الدراجات النارية لا تهتم بالصيانة العقيد د. خالد العتيبي العقيد فهد الغنام عبدالحميد الجهني نايف الأحمدي