تعد قيادة الدراجات النارية ذات خطورة كبيرة أحياناً بسبب ما يقوم به المراهقون من استعراض، فهذه المشكلة تؤرق الجميع سواء مرتادي الطريق أو سكان الأحياء، فالبعض يستخدمها وسيلة للترفيه، والبعض الآخر يلجأ إليها لقطع الإشارات وتخطي الأرصفة، كما أنها مصدر خطر داهم لدهس الأطفال خاصةً على الطرق الرئيسية، مع أنها خصصت في الأساس بغرض الاستخدام المحدود وهو التنقل وليس لعمل الحركات الاستعراضية التي تؤدي إلى وقوع حوادث خطرة، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض قائدي الدراجات يملكون المهارات الكافية في عمل هذه الحركات، من واقع خبرة تملكوها خلال سنوات طويلة في استخدام هذه المركبات يقومون بها في الحالات العادية أو في المسابقات، أخذاً في الاعتبار أن أمهر ومحترفي ( قائدي الدراجات ) يتسببون في وقوع العديد من الحوادث التي تصيبهم بأضرار جسيمة، وقد تكون مميتة أو ينتهي بهم الوضع أحياناً على كرسي متحرك، ونتيجة لما سبق، فقد قامت هيئة الأمر بالمعروف (الشرطة الدينية) مؤخراً في منطقة الرياض بمنع النساء والفتيات من ركوب الدراجات النارية، في منطقة الثمامة شمال العاصمة وغيرها، بسبب تسجيل العديد من وقائع التحرش والمضايقات من بعض المسيئين، بالإضافة إلى المخاطر التي قد تعود على الفتاة جراء ممارستها لهذه الرياضة، وأكدت الهيئة على أنها لم تمنع الفتيات من استخدام وسائل الترفيه في المنشآت المخصصة لهن، بل أصدرت قراراً بمنع استخدامهن لهذه الوسائل في الأماكن المزدحمة بالشباب، والتي غالباً ما تكون في المناطق الوعرة والقريبة من الشوارع العامة مما يعرض الفتيات لما لا تحمد عقباه، وطبق مركز الهيئة التعليمات التي تلزم المؤجرين بالتصريح لنشاطهم من قبل الجهات المختصة، التي تقتصر فيها ممارسة هواية الدراجات النارية في تلك الأماكن على الشباب والأطفال من الجنسين بوجود ذويهم ضماناً لسلامتهم، وبالإضافة إلى ذلك تسبب الدراجات النارية إصابات تفوق بنسبة 35 مرة ما تسببه السيارات، وتلعب هذه الخوذات دوراً في التقليل من الإصابات المميتة والخطيرة بنسبة تتراوح بين 20% إلى 45%، وتمثل رضوض الرأس السبب الرئيسي للموت بين راكبي الدرّاجات النارية، إذ تساهم في حوالي 75% من وفيّات راكبي هذه الدرّاجات في البلدان الأوروبيّة، ومن ناحية أخرى توصل أخصائيو السلامة العامة إلى نتائج هامة مفادها أن مخاطر تعرض راكبي الدرّاجات النارية الذين لا يرتدون الخوذات لإصابات الرأس تزيد عن مثيلتها بين من يرتدون الخوذات بنسبة ثلاثة أضعاف، وقد تكون الخوذات المستخدمة في بعض بلدان الدخل المنخفض والمتوسط مصممة بشكل غير سليم، وأوضحت الدراسات التي أجريت في هذه البلدان أن أكثر من نصف البالغين من راكبي الدرّاجات الناريّة لا يرتدون الخوذات على النحو الذي يكفل لهم الحماية، كما أكدت أيضاً على أن الركّاب من الأطفال أو الفتيات نادراً ما يرتدونها، وإذا ما تم ذلك فإنهم يرتدون خوذات البالغين التي لا توفر أيّة حماية تذكر، وفي سياق متصل، هناك تعليمات مشددة بشأن ظاهرة انتشار الدراجات التي تجوب الشوارع وما تشكله من خطورة أمنية ومرورية، حيث لوحظ أن الكثير منها يسير بدون لوحات، وبلا خوذة واقية للرأس، إضافةً إلى أنه من المخالف قانوناً قيادة دراجة نارية قبل الحصول على رخصة القيادة المحددة، حسب نوع الدراجة التي يقودها وفقاً لما ورد في نظام المرور ولائحته التنفيذية، فضلاً عن تشديد العقوبات على مستقلي الدراجات النارية المخالفة واحتجازها وعدم الإفراج عنها ، حتى تزول أسباب المخالفة مثل السير بدون لوحات، أو إغفال الأنوار الأمامية والخلفية، وإلزام قائدها باستخدام خوذة الرأس أثناء القيادة في ظل ما يشهده الشارع السعودي من حملات مرورية مكثفة، لتحقيق الانضباط والسيولة في الحركة المروية .