تفشت ظاهرة إقالات المدربين بشكلٍ كبير في الأعوام الأخيرة في (دوري عبداللطيف جميل)، إذ باتت الأندية تضحي برأس المدرب كأول حل لإرضاء الجماهير الساخطة بعد أي هزيمة، دون التفكير في أي عمل مستقبلي أو نظرة فنية، فهي تعود لأمزجة مسيري الأندية، وإمكانية دفع الشرط الجزائي للمدرب المقال. ولم يمر على انطلاقة الدوري المحلي سوى تسع جولات، قرر من خلالها تسعة أندية بإقالة مدربيها، وهم النصر، الاتحاد، الشباب، التعاون، الرائد، الفتح، هجر، ونجران. كان قدر الأسباني ماكيدا مدرب الفتح الذي كان بطل موسم 2012/2013 أن يواجه فرق المقدمة في الدوري السعودي خلال أول ست مواجهات، إذ استفتح المسابقة بمقابلة الاتحاد وخسر منه بنتيجة 1- صفر، ثم التقى بالشباب الذي انتصر 2- صفر، تلاها لقاء الحصان الأسود لهذه الموسم الفيصلي الذي استطاع خطف النقاط الثلاث من "النموذجي" بنتيجة 2- 1، قبل أن يذهب ماكيدا ولاعبوه إلى الرياض لمواجهة بطل الموسم المنصرم النصر على أرضه وبين قواعده وانتصر الأخير بنتيجة 4-2، وصفق الجميع للاعبي الفتح الذين قدّموا مستويات جيدة وأحرجوا "فارس نجد" حتى الوقت الأخير من المواجهة. ضغط الجمهور والعاطفة خلف القرارات الفردية.. الفنيون المتخصصون خارج التغطية! تلا هذه المباراة مواجهة مع التعاون الذي ظهر خلافا لما كان عليه العام الماضي، إلا أنه اقتنص نقاط الفتح بفوز صعب في بريدة انتهى بنتيجة 2-1، قبل أن يعود "النموذجي" إلى الأحساء لانتظار الضيف الثقيل الهلال الذي يقدم موسما جيدا باستقرار 75% من أجانبه، ووصوله إلى نهائي القارة الذي خسره بفعل الحكم الياباني وتغلب الهلال عليه بنتيجة 2-1. المدرب الاسباني لم يتلق نتائج كبيرة أو مخزية في الجولات الست الأولى على الرغم من أنه قابل الفرق الكبيرة تباعا، وهذا مالا يستطيع الوقوف أمامه أندية الوسط، لكن مسيّرو الفريق "الأحسائي" أقالوا المدرب الذي كانت أول تجاربه في السعودية مع الشعلة، والذي بدوره أنقذه من الهبوط، إذ كان الفريق متهالكاً والأقرب إلى الهبوط. ولم يكن مسيرو "فارس نجد" بعيدين عن الفكر الإقصائي للمدربين، إذ أقالوا المدرب الأسباني راؤول كانيدا الذي وضعه في صدارة فرق (دوري عبداللطيف جميل)، بعد قيادته للفريق في تسع مواجهات لم يخسر منها "أصفر العاصمة" سوى واحدة كانت أمام الأهلي، وانتصر في الثماني الأخرى منفرداً في الصدارة ب24 نقطة، ما أثار حفيظة الكثير من النقاد والمحللين بسبب إقالته وهو يحتل الصدارة. أما قطبا بريدة الرائد والتعاون فقد أقصيا مدربيهما قبل أن يلتقطا أنفاسهما، إذ تم إقصاؤهما بعد ثلاث جولات فقط، وهذه الظاهرة غريبة جدا وغير مقنعة لفرق تسعى إلى الاستقرار الفني وتحسين مراكزها في الدوري. وسجل نجران أيضاً ظاهرة غريبة لم نشاهد مثلها سابقاً ولم نسمع عنها، إذ أشرف على فريقه أربعة مدربين خلال تسع جولات، كان أولهم الفرنسي لافاني الذي قاد الفريق في مواجهتين، خلفه البلجيكي مارك بريس الذي قاد "مارد الجنوب" في ثلاثة لقاءات، ثم التونسي عبدالحي العتيري مباراتين، قبل أن يشرف على الفريق المدرب الحالي الجزائري فؤاد بوعلي، وربما نشاهد أسماء أخرى في الجولات المقبلة!. وكان الشباب قد أشعل وسائل الإعلام بخبر التعاقد مع مورايس مُساعد المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو الذي يشرف حالياً على الدفة الفنية لمتصدر الانجليزي تشيلسي، إلا أن "شيخ الأندية" قرر إلغاء عقده بعد خمس جولات، تمكن من الانتصار في ثلاث منها وتعادل في واحدة وخسر أمام نجران. أما الاتحاد فقد سجل اسرع حالة استقالة في الدوي، بعد أن أستغنى عن خدمات المدرب الوطني خالد القروني بعد أول جولتين، والتي تغلب فيهما "العميد" على الفتح والفيصلي، لكن نتائج دوري أبطال آسيا مع القروني لم تسعفه، بعد أن خسر من العين الإماراتي ذهابا وايابا، وهو الفريق الاماراتي الذي يملك ميزانية كبرى وأجانب على مستوى عالٍ جداً، لكن مسيري "العميد" فضلوا تهدئة غضب الجماهير بالاستغناء عن القروني على الرغم من فارق الامكانات الكبير بين الفريقين، والخسارة المنطقية التي تلقاها من العين. غالبا ما تكون الأسباب غير مقنعة أو فنية، وإنما لإرضاء المشجعين الذين باتوا يقودون إدارات الأندية التي يفترض عليها قيادة المدرجات، أو نتيجة لنقد إعلامي ممن لا يملكون أدوات الإدارة الفنية ولم يمارسوها يوماً. المدربون الأجانب يحضرون إلى الأندية السعودية، ولا يلبثون سوى جولات عدة ويعودون إلى بلدانهم محملون بالشروط الجزائية التي وقعت عليها الأندية، وهذا ما أرهق ميزانيات الفرق السعودية. الأندية السعودية تحتاج إلى لجان فنية تقيم عمل المدربين، وهي من تقرر بقاءه أو الاستغناء عنه، بدلاً من القرارات الارتجالية التي يأخذها رؤساء الأندية عند أي إخفاق يتعرض له الأندية. القروني ماكيدا