لا تزال الفرق السعودية تقع في ذات الأخطاء البدائية التي تكلفها الكثير في نهاية الموسم، بل ان الحال تطور للأسوأ في هذا الموسم، الحديث هنا عن أسهل قرار تتخذه معظم إدارات أنديتنا وهو إقالة المدرب، انقضت ست جولات فقط من عمر (دوري عبداللطيف جميل) السعودي للمحترفين ووصلت حصيلة المدربين الذين حصلوا على تأشيرة خروج بلا عودة وغادروا إلى بلدانهم سبعة مدربين، وهو رقم كبير يؤكد سوء تخطيط تلك الأندية. ولعل المثير للانتباه أن معظم تلك الفرق أقالت مدربيها بعد ثلاث جولات فقط، فالاتحاد أبعد مدربه خالد القروني بعد جولتين، وهو ذات الأمر بالنسبة لنجران الذي ابتعد مدربه الفرنسي دينيس لافاني بسبب ظروفه حد زعمه، أما التعاون فأبعد مدربه الجزائري توفيق روابح بعد ثلاث جولات، والحال ذاته ينطبق على جاره الرائد الذي أقال مدربه المقدوني كوستوف بعد انقضاء أول ثلاث جولات، أما هجر فصبر على مدربه التونسي ناصيف البياوي خمس جولات، فيما كان مدرب الفتح الأسباني خوان ماكيدا هو آخر المغادرين إذ أقالته إدارة النادي بعد الجولة السادسة وبالتحديد عقب خسارته من الهلال 1-2. نجران ضرب رقماً قياسياً إذ تناوب على تدريبه في ست جولات فقط ثلاثة مدربين، فالمدرب البلجيكي مارك بريس الذي دربه خلفاً للفرنسي لافاني قدم استقالته بعد ثلاث مباريات معللاً ذلك بسوء أرضية ملعب النادي، مما دفع الإدارة للاستعانة بالمدرب التونسي عبدالحي العتيري. جماهير أي ناد قد تتقبل قرار إقالة المدرب إذا ما جاء في منتصف الموسم أو بعد انقضاء فترة طويلة من تواجد المدرب مع الفريق، لكن أن تحدث سلسلة الإقالات بعد بضع جولات فهذا يؤكد بأن ثمة خللا تعاني منه بعض إدارات الأندية، فالمدربون لم يتحصلوا بعد على فرصتهم، بل ان أغلبهم لم يتعرفوا على إمكانيات اللاعبين جيداً، وبالنسبة للمدربين الذين جددت فيهم إدارات أنديتهم الثقة نهاية الموسم الماضي وأقالتهم مع بداية هذا الموسم فهم بمثابة اللغز المحير، فإن كانت الإدارة غير راضية عن المدرب وجددت ثقتها فيه فتلك مصيبة، وإن كانت راضية عنه وعن عمله وقررت إقالته بسبب خسارتين أو ثلاث فالمصيبة أعظم. كثرة تغييرات المدربين هدر مالي يزيد من مشاكل أنديتنا المالية، خصوصاً وأن عددا كبيرا من الأندية تفعل ذلك لجعل المدرب "كبش فداء" حتى تحمله كامل المسؤولية في الإخفاق وهو أمر بات يدركه المشجع.