مع تنامي ظاهرة التدخين وانتشار هذه العادة السيئة المميتة بين الناس، لم تعد الدول التي تحاربه تكتفي بوضع تحذيرات بسيطة على علب السجائر، إذ يبدو أن الناس قد اعتادوا على هذه التحذيرات، ولم تعد تفي بالغرض. اليوم، يشترط قانون منع تدخين الأسرة ومراقبة التبغ المتبع في بعض الدول العالمية احتواء علب وإعلانات السجائر على تحذيرات صحية أكبر وأكثر وضوحا. وعلى سبيل المثال، في أمريكا، أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قانونا مقترحا لتعديل التحذيرات المطلوبة التي تظهر على علب وإعلانات السجائر لتتألف من تسعة بيانات تحذيرية نصية جديدة مرفقة برسومات ملونة تصور العواقب الصحية السلبية للتدخين. وتتضمن هذه التحذيرات الموجهة للمدخنين تسع نقط هي (السجائر تؤدي إلى الإدمان، يمكن أن يؤذي دخان التبغ أطفالك، السجائر تسبب أمراضا خطيرة في الرئة، السجائر تسبب السرطان، تسبب السجائر السكتات الدماغية وأمراض القلب، يمكن أن يضر التدخين أثناء الحمل بجنينك، يمكن أن يقتلك التدخين، يسبب دخان التبغ أمراضا خطيرة في الرئة للمرافقين غير المدخنين، الإقلاع عن التدخين يقلل بدرجة كبيرة المخاطر الصحية الجسيمة). ويعتبر التدخين من مسببات سرطان الرئة أحد أكثر السرطانات انتشارا في العالم، وهو عادة ما يبدأ في الرئتين، وغالبا ما يبدأ السرطان في الخلايا التي تبطن الأنابيب الرئوية، وهناك نوعان رئيسان من سرطان الرئة، أولهما سرطان الرئة في الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) وهو النوع الأكثر شيوعا، والثاني سرطان الرئة في الخلايا الصغيرة ويشكل حوالي 20% من جميع حالات سرطان الرئة. الأسباب وعوامل الخطر سرطان الرئة هو أخطر أنواع السرطان لدى الرجال والنساء وأكثرها انتشارا، وهو أكثر شيوعا بين كبار السن حيث يندر إصابة من هم تحت سن 45 به، ويعتبر التدخين السبب الرئيس لسرطان الرئة، ومع ذلك يمكن أن تقع الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا قط أيضا. ويزيد التدخين السلبي (استنشاق دخان الآخرين) من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وفقا لجمعية السرطان الأمريكية، حيث تقدر الوفيات بحوالي 3000 حالة من غير المدخنين البالغين سنويا بسبب سرطان الرئة المتصل باستنشاق دخان الآخرين.