يستوقفني دائماً كل ما يصدر إعلامياً عن التدخين والمدخنين.. لعل آخرها قرار أمير منطقة مكةالمكرمة بمنع تدخين الشيشة والمعسل في المقاهي والمطاعم (المغلقة) وموضوع الكتابة والتوعية عن خطر التبغ من أكثر المواضيع التي كتبت عنها.. وسبب عودتي اليوم للكتابة عن التدخين هو قرار سمو الأمير الحكيم.. فلعل في الإعادة إفادة.. وثمة حقيقة وهي أن من يدخن لا يعرف التغيرات التي تحدث في خلايا جسمه من التدخين.. وبالذات الجهاز التنفسي.. تغيرات في تركيبة الخلايا المجهرية (مورفولوجي) ولكنها تعود لطبيعتها إن أقلع المدخن عن التدخين.. وهي مرحلة (مع الأسف) لا يقلع كثير من المدخنين عن التدخين أثناءها.. فتفوتهم فرصة ذهبية.. لاستمرارهم في التدخين لسنين طويلة.. عندها تتحول خلاياهم السليمة إلى خلايا سرطانية (ميتابليزيا) أو تُصاب الرئة بداء الإنتفاخ (إمفايزيما) وهي مرحلة اللاعودة.. حينئذٍ لا ينفع من أقلع عن التدخين إقلاعه (قدها وزت) وأنصح كل مدخن بأن يقوم بعمل أشعة لصدره.. ليطمئن على رئتيه وأن لا تكون.. لا سمح الله.. التغيرات نحو انتفاخ الرئة قد بدأت بالفعل (إمفايزيما تشينج) وصحيح ان سعر السجاير قد ارتفع قليلاً لدينا ولكنه بقي ثابتاً عند ذلك السعر ولم يتغير ويرتفع كما في أسعار المواد الأُخرى.. والتضخم (إنفليشن) يطال كل سلعة إستهلاكية لدينا إلا السجائر.. ولنأخذ الشاورما مثلاً.. فقد ارتفعت من ريالين إلى ثلاثة ريالات وفي بعض الأماكن أربعة ريالات.. فليت سعر (بكيت) السجائر يربط بسعر مادة استهلاكية كالشاورما (مع الفرق طبعاً بين الطيب والخبيث) فإذا ارتفع سعرها ارتفعت أسعار السجاير أيضا.. فالسعر الحالي يظل الأقل وبكثير عن دول كثيرة مجاورة وبعيدة.. وسمعت من أحد الثقات ان شركات التبغ العالمية والكبيرة تُعفي الموردين للتبغ من أي زيادة في ارتفاع العملات الصعبة والضرائب.. المهم انك استورد وبع تلك السموم على الناس.. وأختم بشرح عنوان سوانح اليوم.. فمنذ خمسة عقود أو تزيد كان هناك شارع في طريق خريص.. وبه مقهى يتردد عليه الرجال والمراهقون لتدخين الشيشة.. وقد يجتمع فيه العديد من الشباب على شيشة واحدة فقط.. فمن أراد (التشييش) يقول للآخر مد اللي.. فعرف ذلك الشارع بشارع مد اللي.. مثل شارع المكرونة في جدة.. الذي سُمي بذلك.. بسبب وجود أول مصنع للمعكرونة فيه.. مع الفارق بين مدلول الشارعين.. فشارع المكرونة يدل على غذاء (طيب) رائحته طيبة ويفيد الجسم ويشبع البطون.. والثاني سم (خبيث) يقضي على الصحة بالتدريج أثناء حرقه واستنشاقه.. فما أشبه ما سُمي بسببه الشارعان: مد اللي.. والمعكرونه.. بنافخ الكير.. وبائع المسك.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.