ثمة حقيقتان يجدر الإشارة إليهما في بداية سوانح اليوم.. الأولى انني كتبت عن التدخين لعشرين مرة أو تزيد في سوانح وقبلها غرابيل وغيرهما من إصدارات صحفية أو توعوية.. والحقيقة الثانية ذات الصلة بالتدخين وهي ان الإعلام الغربي قوي وفاعل في أي موضوع يتناوله عبر وسائله.. بعكس إعلام العالم الثالث.. ولنأخذ التبغ أو السجائر مثالاً على ذلك.. فالغرب عندما أراد تشديد الخناق عليه (الدخان والمدخنون) فعل ونجح في ذلك (في الغرب طبعاً) ونجح أيضاً في العالم الثالث ولكن بطريقة معكوسة.. أي كلما أقلع واحد منهم عن التدخين وقع لدينا عشرة.. فالحملات التوعوية في الغرب عن مضار التدخين يقابلها دعايات وإغراءات تتبناها وسائلنا الإعلامية (مع الأسف) لإيقاع شباب وشابات العالم الثالث في التبغ والتدخين.. واقرأوا الاحصائيات وماذا تقول.. أي ان ما تخسره شركات التبغ من أسواق في الغرب بفعل الحملات الإلزامية التي تقوم بها ضد التبغ تُعوضه من أسواق العالم الثالث.. وكل دولة من دول العالم (أوله وثالثه.. ناميه ونائمه) لها طريقتها الخاصة في التحذير من آفة التبغ والتدخين.. مع ان الأغلبية تتبنى الصيغة الكلاسيكية المعروفة والعتيدة (التدخين يُسبب أمراض القلب وسرطان الرئة وننصحك بالامتناع عنه) وأعجبني خبر قرأته يقول ان الحكومة التايلندية أجبرت شركات السجائر على كتابة تحذير على علب السجائر بأن التدخين يمكن أن يسبب العجز الجنسي.. بالإضافة إلى تسع نصائح أخرى يجب أن تغطي 30% من سطح العلبة (بكيت السجائر) وفي صيغة الخبر (القديم نسبياً) ذكر ان ذلك التحذير يؤيده بحث قام به المجلس الأمريكي للعلوم والصحة عن علاقة التدخين بالعجز الجنسي.. وبعض المدخنين (شباب وشياب) لا يخاف على قلبه من جلطة أو على رئته من سرطان بسبب التدخين.. ولكنه يخاف كل الخوف إن هُدد بأن التدخين يسبب العجز الجنسي.. فليت كل الدول تفعل كما تفعل تايلند بكتابة ذلك التحذير.. أي علاقة التدخين بالفحولة.. فمن المؤكد أن الكثير من المدخنين سيخاف وسيتجيب للتحذير ويقلع.. فكل شيء يهون إلا الفحولة وتبييض الوجه أمام أُم العيال.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.