سيطر المسلحون الحوثيون امس على مدينة الحديدة على البحر الأحمر (226 كلم غرب صنعاء) وانتشروا في شوارعها. وذكرت مصادر امنية ومحلية ان الحوثيين سيطروا على ميناء الحديدة التجاري المهم وعلى المطار المدني والعسكري دون مقاومة تذكر. وافادت مصادر عسكرية ل"الرياض" ان توجيهات عسكرية صدرت الى الجنود بعدم الاحتكاك مع المسلحين الحوثيين الذين انتشروا في المدينة بكثافة واقاموا نقاط تفتيش عند مداخل المدينة وبعض شوارعها. وسيتمكن الحوثيون بعد السيطرة على المدينة الإستراتيجية من الحصول على منفذ بحري وهو ما كانوا يسعون اليه. وسيطر مسلحو الجماعة على مدينة الحديدة ومطارها ومينائها بعد يوم من شروعهم في إقامة نقاط تفتيش فيها. وأكدت مصادر أمنية أن "توجيهات عليا" صدرت بالسماح للحوثيين بالمشاركة في فرض الأمن إلى جانب قوات الأمن. وأضافت أن مسلحين حوثيين بزي عسكري ينتشرون في مداخل المدينة. كما نشر الحوثيون فجر امس نقاط تفتيش جديدة حول ميناء الحديدة، ويأتي هذا بعد ان اقتحموا مساء الاثنين معسكر الكمب العسكري في مدينة باجل في محافظة الحديدة مساء الاثنين واستولوا على معدات عسكرية وذخائر بكميات كبيرة. وذكرت مصادر عسكرية ل "الرياض" إن الحوثيين سيطروا على موقع "الكمب" العسكري بمدينة باجل بعد مغرب يوم الاثنين ونهبوا ما بداخله من معدات وذخيرة بدون اية اشتباكات. واضافت المصادر ان الموقع العسكري مخصص للذخيرة، حيث يتم تزويد القوات العسكرية بالمحافظة منه. وتأتي سيطرة الحوثيين على الحديدة بعد قرابة شهر على استيلائهم على العاصمة صنعاء. ويسعى مسلحو الحوثي أيضاً الى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط اليمني. ويأتي هذا التطور بعد ساعات من موافقة جماعة الحوثي على تكليف سفير اليمن لدى الأممالمتحدة بتشكيل حكومة توافق وطني بموجب ما نص عليه اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته القوى السياسية يوم 21 سبتمبر الماضي، في نفس اليوم الذي سيطر فيه الحوثيون على العاصمة. من جانب آخر شهدت العاصمة اليمنية تظاهرة للمطالبة بإخراج مسلحي جماعة الحوثي (انصار الله) من العاصمة اليمنية. وردد المتظاهرون الذين جابوا شارع هائل هتافات تطالب بسرعة رفع مليشيا الحوثي من مؤسسات الدولة وشوارع العاصمة، وعودة الأجهزة الأمنية للقيام بدورها في تأمين الأحياء والشوارع واستعادة دورها الطبيعي. كما دان المشاركون في التظاهرة ما اسموه مهزلة صمت الرئاسة عن ارتداء المسلحين الحوثيين لباس الجيش والامن في الشوارع. وهتف المشاركون "مدنية مدنية، مش مليشيا فئوية"، ورفعوا لافتات كتب عليها "نعم لعاصمة خالية من المليشيات المسلحة"، و "الشباب راجع راجع، يحسم ثورة الشارع". وهذه هي التظاهرة الثالثة التي ينظمها شباب مستقلون منذ سيطرة جماعة الحوثي أواخر سبتمبر الماضي على صنعاء، للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة من العاصمة. الى ذلك بدأ الآلاف من انصار الحراك الجنوبي بالتوافد الى ساحة العروض في عدن كبرى مدن جنوب اليمن استعدادا للمشاركة في احياء الذكرى 51 لثورة 14 اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني ولإطلاق اعتصام مفتوح للمطالبة بالانفصال. وقدم انصار الحراك الجنوبي من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت الى عدن استجابة لدعوة اطلقت من قبل قيادات فصائل في الحراك الجنوبي حاملين شعارات مطالبة بالانفصال ومناهضة للوحدة مع الشمال. وشوهدت مئات السيارات قادمة من المحافظات الأخرى في شوارع عدن وهي تتجه نحو ساحة العروض. وبات الآلاف متواجدين في ساحة العروض ويرفعون اعلام الدولة الجنوبية السابقة. ويرى جنوبيون كثر ان ما تشهده صنعاء منذ سيطرة الحوثيين على مقرات عسكرية وامنية ومؤسسات حكومية وعدم قيام اجهزة الدولة بالدفاع عنها وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، كلها عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة. ومن جهته، شدد رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم على ضرورة فرض المطالب الجنوبية في هذا الوقت، كما دعا الجنوبيين في المنفى الى العودة الى اليمن. وقال باعوم في كلمة وزعها بالمناسبة وحصلت عليها وكالة فرانس برس إن "هذه الحشود المرابطة في ساحة الحرية منذ مساء الاثنين قد عقدت العزم على الحسم للنضال السلمي المتواصل من سنوات لتفرض اليوم الفعل الثوري الثابت على الأرض وللتأكيد على حق شعب الجنوب الشرعي الجدير اليوم باهتمام المجتمع الدولي بموجب جميع الأعراف والمواثيق الدولية". من جانبه، قال نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض في كلمة له بالمناسبة "إن كل الشواهد والمتغيرات الجارية تدل دلالة قاطعة على انها ستصب في مصلحة قضية شعب الجنوب التحررية العادلة فلابد لنا من المسارعة بالاستفادة من تلك المتغيرات ومن المستجدات الحالية وأن نكون جميعا عند مستوى المسؤولية". واكتفى عناصر الشرطة والجيش بالمدينة بتفتيش بعض المركبات القادمة من محافظات اخرى بحسب مصدر امني.