أخذ الموت المفكر والكاتب اللبناني منح عادل الصلح، مساء أمس وتحديدًا أكثر في وقت الظهيرة تاركًا بهذا الرحيل المؤلم دار الندوة التي أسسها وترأس مجلس إدارتها منذ عام 1987، واللقاء اللبناني الوحدوي الذي أسسه كذلك وترأسه منذ عام 1992، والمنتدى القومي العربي الذي شارك في تأسيسه منذ عام 1992 والكثير من العوالم الثقافية التي ربت بيديه على كتفها بكل وداعة وأبوية. هذا الرحيل جعل نقابة الصحافة اللبنانية ونقابة المحررين، والمؤتمر القومي الإسلامي يمارسون النعي بشراهة تماماً كما يفعل الأطفال حين تغيب أمهاتهم طويلًا. وعن حياة المفكر وطفولته فقد ولد عام 1927 في بيت كان يضم جدته ووالده وأعمامه عادل وكاظم وتقي الدين وعماد، دخل في بداياته إلى مدرسة حوض الولاية في البسطة التحتا، وهي مدرسة للبنات والأطفال، أنشأتها جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وكانت من أوائل المدارس التي أنشئت لمنافسة مدارس الإرساليات، ومنها انتقل لاحقًا إلى مدرسة أمين الخوري المقدسي الابتدائية في رأس بيروت، ثم دخل القسم الثانوي الفرنسي في الجامعة الأمريكية، لكن سرعان ما طُرد منها لأسباب سياسية، عائدًا بعد ذلك إلى ثانوية المقاصد. وعن ذكرياته القديمة يقول: "كل مدرسة أعطتني ذكرى مختلفة، في المقاصد فوجئت بتعليم العلوم باللغة العربية، ولفتتني قدرات الأساتذة المصريين الذين كانوا يعلمون هذه المادة، ومستواهم العالي". انتمى الصلح بعد ذلك إلى الجمعيات الطلابية في الجامعة الأمريكية، وقصد فرنسا بعد ذلك لدراسة الدكتوراه. كتب الصلح في كل الجرائد اللبنانية؛ إلا أن أغلب المقالات التي وقعها نشرت في «النهار» و«السفير». الجدير ذكره أن موعد التشيع وكما ذكرت مصادر عدة سيتم اليوم في الساعة الرابعة عصرًا، وسيصلى على جثمانه صلاة العصر في جامع الخاشقجي.