تعهدت الدول المانحة المشاركة في مؤتمر اعادة اعمار غزة في القاهرة بتقديم 5,4 مليارات دولار للفلسطينيين ولكنها ألحت على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال وزير خارجية النرويج بورغ بريندي في ختام المؤتمر "ان المانحين تعهدوا بتقديم مساعدات "قيمتها قرابة 5،4 مليارات دولار" للفلسطينيين. وأضاف أن "نصف هذه المساعدات ستخصص لاعادة اعمار غزة" مشددا على ان المانحين "الزموا انفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في اقرب وقت ممكن من اجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين". وأكد أن رئاسة المؤتمر، التي تولتها النرويج بالاشتراك مع مصر، "تلح على المجتمع الدولي ان يلتزم بتعهداته وأن يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة". وعلى الفور رحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس لجنة إعادة اعمار غزة بنتائج المؤتمر. وقال محمد مصطفى لوكالة فرانس برس "انها نتيجة عظيمة وتصويت جلي لصالح الشعب الفلسطيني". غير ان المانحين اعربوا بوضوح عن مخاوفهم من أن تذهب مساعداتهم سدى مرة أخرى اذا لم يتم التوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان المؤتمر الدولي لاعادة اعمار قطاع غزة الذي دمرته ثالث حرب تشنها اسرائيل خلال ست سنوات بدعوة من وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية قد بدأ اعماله بالقاهرة، ورأس وفد المملكة إلى المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية. ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العمل على منع استغلال البعض لمعاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق اغراضهم، مضيفا "مصر ساهمت ودعمت كل المبادرات التي استهدفت تحقيق السلام في الشرق الأوسط وأعربت عن تقديرها لجهود أمريكا". وشدد في كلمته أمام المؤتمر الدولي، على أن مصر تدرك المخاطر والتحديات التي تحيط بالمنطقة وتدعو إلى تحقيق التسوية الشاملة والعادلة وهذه دعوة لزعماء الدول وشعوب المنطقة كلها التي كابدت ويلات الحروب. وقال "أنادي الإسرائيليين بأنه حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء للوفاء بالحقوق" وأضاف: نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام والازدهار. وأكد السيسي أن مصر تسعى من خلال مؤتمر القاهرة لدعم إعادة اعمار غزة إلى الخروج بأفضل السبل لتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ولقيادته الشرعية، مشددا على أن قطاع غزة كان وسيظل جزءا أصيلاً من دولة فلسطين. وأشار إلى أن المؤتمر خطوة هامة لدعم الجهود المصرية التي بذلت لحل الأزمة الأخيرة في قطاع غزة والتي نجحت في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في 26 أغسطس وتثبيت وقف إطلاق النار.