خطوتان فقط تفصل "زعيم آسيا" عن معانقة الذهب القاري والتأهل لكأس العالم للأندية للمرة الثانية في تاريخه، بعدما أعاد جزءا من هيبة الكرة السعودية التي فقدتها في الأعوام الماضية وإذا ما نجح في التتويج في دوري أبطال آسيا فإنه سيعيد هيبة أنديتنا وستعود فرق غرب وشرق القارة الصفراء لتحسب لنا ألف حساب كما هو الحال من قبل. الهلاليون قادرون على إسعاد الوطن بذهب آسيا، وبإمكانهم تجاوز آخر عقبة في طريقهم، صحيح أن سيدني الاسترالي حديث عهد بكرة القدم بسبب حداثة تأسيسه إلا أنه من أقوى فرق القارة الآسيوية، ووصوله إلى المباراة على حساب فرق شرق آسيا أبلغ دليل على ذلك، بيد أن الفريق الأزرق سيتسلح للنهائي بإصرار لاعبيه وبدعم جماهيره والجماهير السعودية بأكملها. الهلال كان متعطشاً للوصول إلى النهائي بسبب غيابه عنه أعواماً عدة، هو اليوم طرف فيه، والفرصة متاحة له لإعادة أمجاده الآسيوية، فعل ذلك في أول نسخة تعتبر المنافسة فيها عادلة بعد فصل الغرب عن الشرق، فلا يخفى على الجميع الظلم الذي كانت تتعرض له فرق غرب القارة الآسيوية بالنظام القديم والذي جعل رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد يعترف بأن الآسيوية "صعبة قوية". ويمتلك "الزعيم" كتيبة قادرة على إسعاد الوطن والفوز في النهائي والتتويج بكأس آسيا، لديه لاعبون مميزون سواء محليين أو رباعي أجنبي، إدارته هيأته لهذه المرحلة بامتياز، يمتلك الفريق أيضاً مدربا داهية يقرأ المباريات وخصومه بامتياز ويعرف كيف يوظف إمكانيات لاعبيه، جمهور الهلال هو اللاعب الأول له طوال المرحلة الماضية بفضل دعمه والوقوف معه في المباريات التي تلعب خارج ملعبه أكثر من تلك المباريات التي يلعبها في "درة الملاعب"، كل تلك العوامل تجعل الذهب الآسيوي في متناول أيدي الهلاليين ويبقى فقط عامل التوفيق من الله. ولعل الأمر السلبي في وصول "زعيم آسيا" إلى هذا الدور هو ذلك الوجه المخجل الذي ظهر به بعض المحسوبين على الوطن من إعلاميين وجماهير أعلنوا مساندتهم للفريق الأسترالي من جهة، وقللوا من قيمة البطولة من جهة ثانية وهم أنفسهم الذين كانوا يرددون بأنها صعبة قوية، لكنهم بالتأكيد لا يمثلوا سوى فئة لا تكاد تذكر مقارنة بمن أعلنوا عن وقوفهم مع الهلال، ولعل المثير للانتباه أن بعض الأخوة الخليجيين والعرب أكدوا مؤازرتهم ودعمهم للأزرق في موقعتي سدني الإسترالي، لأنهم يدركون بأن تتويج الهلال باللقب الآسيوي يُحسب للعرب بشكل عام وللسعودية بشكل خاص.