عندما يجتاحك اليأس وتبوء محاولاتك للخروج منه بالفشّل، أمرٌ مرهق حقاً، لا تنفك عن تقريع نفسك بوابل من اللوم، بين الحين والآخر، تترآى في مخيلتك صورٌ مبهمةٌ غير واضحةُ المعالم.. تنقب في تفاصيل ذاتك عن لحظة تمنحك القوة لتجاوز الأمر دون تكبّد عناء.. وتسأل نفسك؟ هل سأنجح في تخطي الأمر أم أن الحال سيبقى كما هو!! عندما يجتاحك اليأس، قل مايدور في خلدك، عن كل ما يرهق كاهلك من قلق!! ولا تلم نفسك بالأخطاء الماضية، كلنا لنا سلسلة من الأخطاء، وقد تختلف باختلاف نوعها ومقدار جسامتها، لكن يبقى الخطأ خطأ مهما كانت الدواعي والدوافع.. اليأس لا يولد إلا من عميق فكرك السوداوي..، صدقني لو منحت نفسك مساحة من الأمل، وفتحت صفحة ناصعة جديدة بيضاء، تسطر بها أجمل ما تشعر به، لتغيرت أحوالك سريعاً للأفضل .. ليس من داعٍ لاجترار الماضي الأليم، وفكر في أيامك هذه كيف ستصنع لنفسك بها حياة سعيدة.. مذ كنا اطفالا وأنت ذات الشخص، كما عرفتك طفل صغير، أعرفك الآن شاباً اشتد عودك وقوي جسمك واستقام شبابك وبدت عليك مظاهر الرجولة، لا تشبه سوى ذاك الطفل الغامض المبهم!! الصامت، القلق، الخائف، المنطوي بين جدران العزلة.. في صفوفك الأولية بالمدرسة كنت تقعد في زاوية مظلمة منطوٍ مع نفسك لا تتحدث إلا مع ذاتك، حتى طاولتك العتيقه، ما زالت تشتكي رسوماتك القاتمة اللون.. .. كم أنت غريب يا صديقي.. كم أنت غريب!! في تاريخ الكون مذ ملايين السنين، لكل زمان حكاية، تختلف دوافع الناس للعيش فيه، لماذا تشعر أنك الوحيد المُحار بأمره، لا تستطيع تغيير نفسك كالآخر؟.. غير من واقعك الموغل في الحزن،، وتذكر ياصديق أن الحيرة أول خطوات الاختيار الصحيح المهم أن يغلب المرء أحد القوتين أو يجمع بينهما ثم يحسم أمره و يتوكل على الله. الحياة مزيج من الأمل واليأس فمتى ما غلبنا الأمل رأينا كل شيء جميل رأينا الشمس تشرق بعزة والقمر يسطع ببهاء والمطر الذي يسقط على جدب اراضينا يحيلها لحدائق غنّاء، ومتى ما نظرنا للحياة نظرة يائس رأيناها سوداء قاتمة، شموسها غاربة وسماؤها خالية وأمطارها سيول مغرقة فاختر لنفسك ماتريد..