مصاب الصرع عنصر فعال في المجتمع ويعيش حياة طبيعية بشرط الانتظام في تناول الدواء واتباع الخطة العلاجية وتوصيات الطبيب المعالج وفي هذه الحالة يعتبر فرداً من افراد المجتمع المنتجين، ويعد الصرع مثله مثل مرض السكري أو الضغط او أي أمراض مزمنة أخرى إذ ان الصرع أحد الأمراض المزمنة. وللمصابين بالصرع تعليمات وتنبيهات خاصة، يمكن تفصيلها على ثلاث مراحل: - مرحلة ماقبل الحج. - مرحلة أثناء الحج. - مرحلة ما بعد الحج. * ما قبل الحج على المصاب بالصرع أولاً أن يناقش طبيبه ويصارحه بنيته على أداء مناسك الحج وذلك بوقت كافي أي قبل الحج بعدة أشهر، وهنا سيقوم الطبيب بكل ما يلزم لإعداد مريضه لهذه المناسبة بما يتضمن ذلك من فحوصات ومتايعة التطعيمات اللازمة وتعديل الجرعات إذا لزم الأمر واعطاء تعليمات ونصائح وقائية تضمن للمريض أداء مناسكه بيسر وسهولة. * أثناء الحج هناك توصية خاصة للمصابين بالصرع ألا وهي تجنب السهر والحرص على النوم ليلاً فنوم النهار لا يفيد كثيراً ولا يريح المصاب بالصرع، هذا بالإضافة للوصايا التي يركز عليها الأطباء في حالات الأمراض المزمنة ألا وهي: عدم التعرض للاجهاد البدني، وتجنب الزحام وذلك لعدم التعرض للإصابة او انتقال العدوى من الفيروسات المختلفة، الشيء الثالث هو تجنب التعرض للشمس لفترات طويلة، كذلك الحرص على الاكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف، الشيء المهم هو الابتعاد عن الجهد المضني إذ أن المصاب بالصرع يمكنه ممارسة الرياضة والمشي لمسافات طويلة ولكن لا يجب المبالغة في الجهد البدني بشكل مفرط، ففترات الراحة مهمة وعلى المصاب بالصرع اعطائها أهمية والتنبه لها احتياطاً لأن المصاب بالصرع كما سبق وأن قلنا هو فرد طبيعي. وأثناء أداء الحج على المريض ان يحتاط من حيث الحرص على أن يكون حاملاً لكمية كافية من الأدوية، وأن يحرص على أماكن تخزينها وحفظها، وأن تكون قريبة منه لتناولها في أوقاتها أو إذا دعت الحاجة، ويجب الالتزام بمواعيد الجرعات الدوائية، ويحرص على ان لا يتعرض لحادثة فقدان أو تلف الأدوية أثناء الحج مما قد يعرضه للخطر. بالنسبة للمصابين بالصرع الغالبية العظمى منهم وما يقارب 80% من المصابين تعتبر حالاتهم من الحالات البسيطة والمسيطر عليها وقد تم التحكم بها بالعلاج، فهؤلاء يحتاجون فقط لإخبار شخص مقرب أثناء الحج أو مسؤول حملة الحج بالحالة الطبية لهم وذلك تحسباً لأي طارئ، بينما النسبة الأقل وهي حوالي 20% من المصابين بالصرع يحتاجون لحمل تقرير طبي وإخبار المقربين أو مشرفي الحملة، وذلك لأن النوبات لديهم غير مسيطر عليها لذلك يتعرضون لنوبات متكررة وقد يحتاجون لنقل بسيارات اسعافية وقد يحتاجون لتدخل طبي في وقت ما، نظراً لأنهم يعتبرون من حالات الصرع المستعصية. ويجب التنبيه على المصاب بالصرع أن لا يبقى وحيداً أثناء أداء مناسك الحج وأن يحرص على أن يكون ملازماً لمجموعته التي تعرف حالته حتى لا يتعرض لا سمح الله للنوبة بدون وجود من يعرف حالته مما قد يعرضه للخطر، كما يجب عليه عدم الاجتهاد في أداء بعض الشعائر مثل رمي الجمرات والدخول في الزحام بدون مجموعته المرافقة والتي تعرف حالته. أما فيما يتعلق بمرضى الصرع بعد الحج، فإنه وفي حالات ارتفاع في درجة الحرارة أو الإصابة بفيروس مثل الأنفلونزا والنزلات المعوية والتهاب البول فإن المصاب بالصرع يحتاج إلى مراجعة الطبيب، وخصوصاً في حالة ارتفاع درجة الحرارة وعدم انخفاضها لمدة 48 ساعة مع تناول الأدوية الخافضة للحرارة، أما إذا لم يصب بأي من الأعراض السابقة أو عارض مرضي آخر فإن المصاب بالصرع فرد طبيعي لا يحتاج للعناية الطبية في هذه المرحلة. المصاب بالصرع يعد فردا طبيعياً، ويحتاج للتنسيق مع طبيبه المعالج قبل الحج، وذلك للتوجيه واضفاء مزيد من الراحة النفسية والاطمئنان، وهذا في معظم حالات الصرع، أما فيما يتعلق بالحالات التي تعتبر غير مسيطر عليها وتعد حالات مستعصية والتي قد يمنع الطبيب المصاب بالصرع من الحج في حالات خاصة كأن يكون المصاب ممن يتعرضون لنوبات الصرع بشكل يومي أو أسبوعي، لذلك لا خوف من أداء الحج مع اتباع تعاليم الطبيب المعالج. * برنامج الصرع الشامل – قسم العلوم العصبية