أتقدم بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانون للمملكة العربية السعودية بأصدق وأحر التهاني للشعب السعودي الشقيق وقيادته الحكيمة. تعود هذه المناسبة السعيدة والمملكة العربية واحة استقرار وازدهار في منطقة ملأى بالاضطرابات والقلاقل الأمنية من إرهاب وقتل طائفي ومذهبي. هذا الاستقرار مرده تبصر وشجاعة أولي الأمر في المملكة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله بعمره الذي يبسط رعايته الأبوية على المواطنين والمقيمين في المملكة. أما الازدهار فهو ثمرة سياسة تنموية مدروسة ورصينة توازن بين الحداثة والأصالة واضعة نصب عينيها رخاء المواطن السعودي ومستقبله ومستقبل أولاده. هذه السياسة جعلت اقتصاد المملكة من ضمن أكبر عشرين اقتصادا في العالم وهي تشارك بناء عليه بفعالية في اجتماعات مجموعة العشرين. وأحدث مثال على نجاح هذه السياسة هو حلول المملكة العربية في المرتبة 34 في سلم التنمية البشرية الذي يصدره سنوياً برنامج الأممالمتحدة للتنمية. هذه السياسة لم تغفل مكانة المملكة في العالم العربي والإسلامي، حيث واصل أولي الأمر السعوديون نهج التضامن والمساعدة الإنسانية في آسيا وأفريقيا دون ان يهملوا المؤمنين لدى تأدية شعائرهم في الحرمين الشريفين والتوسعة الباهرة للحرم المكي مثال حي على تفاني خادم الحرمين الشريفين أكرمه الله في هذا الصدد. لبنان والجالية اللبنانية في المملكة معنيون بهذه المناسبة السعيدة فعلاقة المملكة بلبنان تعود إلى بدايات توحيد المملكة حين تشرف عدد من المواطنين اللبنانيين بمرافقة الملك عبدالعزيز رحمه الله في مسيرة التوحيد أذكر منهم الصحافي والكاتب أمين الريحاني والدبلوماسي فؤاد حمزة ودولة الرئيس حسين العويني، وتواصلت هذه العلاقة وتطورت لتصبح علاقة مميزة تتخطى الإطار التقليدي لعلاقات الدول إلى أواصر العلاقات الإنسانية والعائلية. وللمملكة وأولي الأمر فيها تاريخ ناصع في دعم ورعاية لبنان في الملمات والتحديات التي مر بها، فاتفاق الطائف مثلاً، الذي أنهى الحرب البغيضة في لبنان، هو ثمرة لجهود الملك فهد رحمه الله وصاحب السمو الملكي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ودولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تأمين الرعاية الدولية والإقليمية التي أسست لتوافق اللبنانيين. أما المثال الأحدث على دعم المملكة للبنان والدولة اللبنانية فهو الهبتين السخيتين اللتين قررهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للجيش اللبناني والقوى الأمنية في لبنان. دعم المملكة للبنان يتمثل أيضاً باحتضانها لآلاف اللبنانيين الذين يساهمون إلى جانب أشقائهم السعوديين في تنمية وازدهار هذا البلد الكريم ويدعمون الاقتصاد اللبناني بعوائدهم واستثماراتهم. عاشت المملكة العربية السعودية عزيزة أبية وعاشت الصداقة اللبنانية السعودية. * سفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية