أقصد القناعات والوعي اللذين يحركان عجلة مسيرة المجتمع نحو غايات الانتماء والحاجات ومبررات الوجود بشكل عام، هنا يوجد المجتمع.. المعلومات الأساسية عن المجتمع تقول إن أغلبه من فئة الشباب أي في مرحلة نمو مستمرة، ولكن كيف ينمو ولأي غاية يستثمر نموه؟ وهذا المعطى الشبابي يجبرنا على التوجه نحو المصادر التي تساهم في تشكيل وعي الشاب السعودي، قبل البحث في طبيعة المصادر، لابد من الإشارة إلى حقيقة لمستها بشكل مباشر من خلال طبيعة العمل مع الشباب كمدرس وهي أن الشباب في أغلبه مخلص لتاريخه وانتمائه الوطني ويرى في هويته وقيادته مصدر فخر واعتزاز وانتماء، كيف توصل إلى ذلك؟ توصل عن طريق حاجته للانتماء وحاجته للوجود المنافس مع الهويات الأخرى وليس عن طريق التعليم أو دروس الوطنية المجانية، فلا تفسير معتبراً لوطنية الشاب السعودي إلا بأصالته.. نعود لمصادر تشكيل وعي الشاب السعودي ونذهب مباشرة لأكثرها استخداماً وجدلاً، وهي شبكات التواصل الاجتماعي التي تشير الاستطلاعات أن الشباب السعودي أكثر شباب العالم تواجداً بها، لماذا هو الأكثر؟ هذا هو سؤال صناعة الوعي المحوري؟ إن كانت إجابتنا بسبب الفراغ، فهذا اتهام لمؤسسات التعليم والمجتمع بشكل عام وليس للشباب التي عجزت أن تكون شغلاً للشباب ورضيت لنفسها بالفراغ، إلا ان الواقع لا يقول ذلك على الرغم انه لا يرفع تهمة الفراغ عن مؤسسات المجتمع، الشباب موجود بشبكات التواصل الاجتماعي لأنها معطى من معطيات الحضارة الإنسانية واستخدامها سلوك حضاري وليس فراغاً، ولكن كيف يستخدم وبأي هدف؟ في الغالب بحثاً عن المعرفة وإعطاء نفسه وجوداً إنسانياً محترماً، وأقصد بالمعرفة الشاملة التي لم يجدها في أغلب مصادرها الفعلية، فالطالب يذهب للجامعة لكي يتجاوز مرحلة الجامعة بأي طريقة كانت وليس ليستفيد معرفياً منها، فتجارب الطالب مع الجامعة تفرض عليه أن يتعامل مع نظام الجامعة وليس مع المعرفة التي تقدمها الجامعة أي أن يكون كما يريد النظام وليس كما تفرضه التحديات المعرفية، وإن بحثنا في جهة أخرى من مصادر الوعي واتجهنا لما يسمى النخبة لوجدنا وعي الشباب تجاوز هذه النخبة ولذلك التجاوز أسبابه إما انه اكتشف زيف ما تطرح من فكر ورد باقتدار على ذلك الزيف، وللأسف أكثر الزيف المعرفي يوجد بالجامعات، فبعض الأساتذة يعلّم الطالب كيف يخاف من وطنه وليس كيف ينتمي له، أما طبقة المفكرين فهم يبحثون عن أتباع وليس طلاب فكر يناقشون ويعترضون فقط اسمع والتزم، وأغلب نقاش المفكرين نقاش يخدم طموحهم الشخصي فقط وهنا تم تعزيز جدل المنافع الشخصية على حساب نقاش الاستنارة المعرفية، الشباب كشف هذا وكشف ذاك وأصبح يشق طريقة للفكر بلا تجارب سابقة إو إرشادات معرفية حقيقية تصادفه في طريق البحث عن الحقيقة، لذلك كان وعينا مرتبكاً ويوصف في بعض الأحيان بالتجاوز غير المريح، فإن أردنا التفكير في قاعدة لفهم انتماء الشباب السعودي الطريق الوحيد أمامنا هو فهم كيف أحب الشاب السعودي الملك عبدالله، فلا التعليم ساعده على ذلك ولا إجراءات ولا معاملات ولا نخب، إنها فقط أصالة الشاب السعودي وإخلاص الملك للشاب قبل أن يخلص الشاب للملك.