– محمد الحيدر تترقب الأوساط الطبية والصحية النتائج النهائية للإعلان الذي صدر بقرب الوصول إلى لقاح ضد فيروس حمى الضنك، حيث أعلنت إحدى الشركات الطبية المعروفة أنها انتهت من المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاح ضد الفيروس المسبب لحمي الضنك والمعروف ب «دينقي» (Dengue)، والنتائج مشجعة. ورحبت بهذه «النتائج المشجعة» منظمة مبادرة لقاح حمي الضنك (DVI)، وهي منظمه خاصة غير ربحية مكونة من المعهد العالمي للقاحات ومنظمة الصحة العالمية والمركز الدولي للوصول إلى اللقاحات التابع لجامعة «جونز هوبكينز» ومعهد «سابين» للقاحات، وخاصة فيما يتعلق بالفاعلية والمأمونية لهذا المستحضر. وقال ل«الرياض» أستاذ الأحياء الدقيقة والمناعة والتقنية الحيوية استشاري علم المناعة، الدكتور محمد نورين بن أحمد الأهدل، إن منظمة الصحة العالمية تنتظر نشر المجموعة الكاملة لبيانات هذه النتائج حتى يتسنى لها تقديم تقييم مستقل لنتائج هذه الدراسة السريرية. وقد تمّت التجارب السريرية في خمس دول بأميركا اللاتينية حيث لم يحدث هذا المرض عند 50.3 في المئة إلى 77.7 في المئة من المرضي عند تعرضهم لأي من الأنواع الأربعة من فيروس حمي الضنك وبمعدّل حماية 60.8 في المئة، وعليه فقد كانت الفعالية لكل الأنواع المصلية الأربعة ذات دلاله إحصائية ولم يلاحظ أي مخاوف تتعلق بمأمونية اللقاح وسلامته. ويشير د. الأهدل إلى ان حمى الضنك تعتبر من الحميّات الفيروسية النزفية ذات المخاطر المتوسطة وليست مثل «إيبولا»، حيث يشعر المريض بآلام جسدية قوية مع صداع وطفح جلدي وآلام في المفاصل وإنهاك في العضلات، وفي حالات قليلة يمكن أن يتطور إلى فشل في الدورة الدموية وصدمة ونزيف وإغماء ثم وفاة، ويمكن تواجد الفيروس في الدم بعد نحو أربعة أيام من دخوله حيث تظهر الأعراض بعد ذلك، وينتقل من شخص لآخر عن طريق البعوض من جنس «إيديس». وللوقاية يؤكد د. الأهدل أنه لا بد من التخلص من كل ما يمكّن من توالد البعوض (مثل أي مكان تتجمع فيه المياه وتصبح راكدة) حتى يتم التحكم في المرض، وحالياً ليس هناك أي لقاح واق ضد حمى الضنك رغم محاولات إيجاده منذ أربعينيات القرن السابق بسبب احتمال قلة العائد على مرض غير منتشر، ولكن انتشاره بدأ يكثر خلال العقود الماضية (لوحظ كثيرا في العقدين الماضيين في المناطق الغربية والجنوبية من المملكة وبخاصة في مدينة جدة)، وأعاد إلى الواجهة الاهتمام بالحصول على لقاح مضاد للفيروس للحماية من حدوث المرض والتجارب تجري حالياً في مختلف المراحل على خمسة مستحضرات قد تكون مرشحة أن تكون لقاحا واقيا جيدا، واللقاح مهما كان فعالا فإنه يجب أن يستخدم جنباً إلى جنب مع طرق الوقاية والمكافحة المختلفة.