ما إن وضعت الحرب في قطاع غزة أوزارها حتى عادت حرب الاستيطان للاشتعال مجددا في الضفة الغربية، حيث اعلنت دولة الاحتلال أمس الاحد مصادرة نحو اربعة الاف دونم من اراضي الخليل وبيت لحم، لضمها الى التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، الامر الذي قوبل بالتنديد من الرئاسة الفلسطينية وحركة "السلام الان" الاسرائيلية. وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "بوقف هذا القرار الذي يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع، مشددا على أن الاستيطان برمته غير شرعي". وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال ترافقها طواقم ما تسمى "الإدارة المدنية"، علقت صباح اليوم، أوامر تقضي بالاستيلاء على 3799 دونما من أراضي بلدات صوريف، والجبعة، وواد فوكين. وذكر ما يسمى منسق اعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية ان الاعلان عن هذه الاراضي "اراضي اميرية"، يأتي تنفيذا للقرار الذي كانت الحكومة قد اتخذته في اعقاب عملية اختطاف وقتل الشبان اليهود الثلاثة قبل نحو شهرين. ويتيح قرار المصادر امام اصحاب الاراضي الفلسطينيين بالتقدم باعتراضات على هذا القرار خلال فترة اقصاها 45 يوما . وقال رئيس بلدية صوريف محمد أحمد لافي ان قرار المصادرة يشمل نحو الفي دونم من اراضي صوريف مزروعة بالزيتون والأشجار الحرجية، وتعود ملكيتها لمواطنين من عائلات القاضي والهور، وغنيمات، وحميدات. من جانبها، انتقدت حركة "السلام الان بشدة قرار الحكومة الشروع" قرار المصادرة ووصفته بغير المسبوق، من شأنه ان يغير واقع الامور في هذه المنطقة . وقال السكرتير العام للحركة ياريف اوبنهايمر ان هذا القرار هو بمثابة طعن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وغيره من المعتدلين في ظهورهم معتبرا ان الحكومة (الاسرائيلية) تثبت مرة اخرى انها تريد فعلا دفع رؤية الدولة الواحدة . بدوره، قال رئيس المجلس الاستيطاني الاقليمي "غوش عتصيون" دافيدي بيرل ان القرار المذكور يمهد الطريق لاقامة مدينة (استيطانية) جديدة في منطقة "غوش عتصيون" في اطار الاجراءات لتعزيز الاستيطان والسيادة الاسرائيلية في "يهودا والسامرة" الوصف الاسرائيلي للضفة الغربية. وفي السياق ذاته، سلمت "الادارة المدنية" مجلس بلدي سعير قرار عسكريا بمصادرة 12 دونما، على مقربة من مستعمرة "اصفر" المقامة على اراضي البلدة منذ العام 1984. وتعود هذه الاراضي إلى عائلتي ابو شنب والشلالدة وتقع في الناحية الشمالية الشرقية من قرية الشيوخ القريبة، علما ان سلطات الاحتلال لا تسمح للمواطنين منذ أكثر من 20 عاما، من الوصول لأراضيهم القريبة القريبة من المستوطنة وتمارس بحقهم مختلف اساليب التهجير والتشريد من قمع واحراق للمحاصيل وسواها.