من الطبيعي أن يكون للشّعر حضوره المشرّف والمؤثر في النفوس، والدور الريادي الذي يفيد المجتمع، من قديم الزمن وحتى عصرنا هذا.. فهو حافظ ديوان العرب، وتاريخ أمجادهم وبطولاتهم، ويذكر مفاخر أوطانهم. ومن أجل أن يبقى الشِّعر له احترامه وهيبته لابد من الاهتمام بشعرائنا المبدعين والمجيدين، الذين قدموا لنا الجواهر الثمينة من الأشعار الجميلة المتوشحة بالإبداع والجزالة والرصانة، وذلك بالاحتفاء بهم وتكريمهم عبر منابر الشّعر، وتوجيه الدعوات لهم لحضور المناسبات، وخاصة الوطنية والمشاركة فيها، وأن يكون هذا الاحتفاء بالشكل اللائق والمناسب بمكانتهم الشعرية وتاريخهم وعطائهم. والشّعر الموزون المقفى، الذي يحتوي على الحكمة والمعنى، والتغنّي بالوطن والافتخار بأمجاده، والصور الشاعرية الجمالية دائماً يكون هو الشّعر.. لذا فإن الشاعر عندما يتمكن من الشّعر ويصبح خبيراً بمعانيه، ومبدعاً في نسج قوافيه، يتفق الجميع على شاعريته ويحظى بالتشجيع، وحُب الجماهير من عشاق ومحبي الشّعر ومتذوقيه.. فالشاعر إما أن يكون شاعراً أو لا يكون. ومن المحزن حقاً ما نشاهده الآن من تقليل مكانة الشَّعر خاصة عندما نسمع أو نقرأ نصوصا ضعيفة لا تحمل القيم الأدبية، ولا الأبعاد الشّعرية، وبعيدة كل البعد حتى عن أبسط متطلبات وأبجديات الشّعر المعروفة، ولم يتعب حالة كتابتها، وغير مهتم فيما يكتبه، ولا يبالي باستمراره بعدم الجدية فيما يقول، فيكتب باستعجال، ويكثر الجدال، ويرفض التوجيه والاعتدال، وترويض الفكر في مجال الإبداع. والشاعر الحقيقي ليس من يكتب كثرة النصوص، أو الحضور بين الجمهور، أو النشر والظهور، وإنما هو من يمتلك موهبة الشّعر الصادقة التي لا تكون إلا فيمن كان شاعراً. قبل النهاية للشاعر خلف مشعان: تدري بلاش من الأسا والاساطير ماكرّمت وجه البلاط الزخارف اسمع كلامي وانتبه يا شكسبير الشِّعر شفته يوم شفت المشارف أصدق من الدهشه بعين الجماهير واكذب من الدمعه على خد عارف