يواجه 54 سجيناً سعودياً مصيرا مجهول في سجن الناصرية المركزي بمحافظة ذي قار (350 كلم) جنوب العاصمة العراقيةبغداد، في ظل تواجد قوات تتعامل بشكل طائفي مع المعتقلين، مما يهدد بتزايد مشاكل السجناء السعوديين وتدهور حالتهم الصحية إثر تعرضهم للتعذيب الطائفي، حيث أُصيب اثنين منهم بكسر في الظهر خلال التحقيقات، أحدهم نقل من سجن الرصافة الرابعة ببغداد لسجن الناصرية بعكازات طبية، وآخر لم يستطيعوا نقله لتدهور حالته الصحية في سجن الرصافة رقم 3 ببغداد. ومحافظة ذي قار التي يقبع فيها سجن الناصرية تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة تجاوزت 50 درجة مئوية، مما اضطر مسؤولي المحافظة لتعطيل الدوام يوم الأربعاء. وكشفت مصادر عراقية ل"الرياض" أن قسم حقوق الإنسان في وزارة العدل العراقية يتجاهل حالة السجناء السعوديين في سجن الناصرية، واكتفت بزيارة لسجن الرصافة الأولى ببغداد الخالي من السعوديين قبل عدة أيام للاطلاع على أحوال السجناء والخدمات المقدمة لهم. بدوره، أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى الأردن د.سامي الصالح أن السفارة عاودت يوم الخميس إرسال خطاب لوزارة الخارجية العراقية تؤكد من خلاله على معرفة أوضاع السجناء السعوديين في العراق، وتقديم تقرير للسفارة عن أوضاعهم وحالتهم الصحية، وعن أي معلومات تمكنها من تقديم الخدمات التي يحتاجونها. وقال د.الصالح "إننا نستبشر خيراً ومتفائلين مع التغيرات السياسية في ظل الحكومة العراقية الجديدة، وسنبذل المساعي للوقوف بجانب السجناء، ونأمل خلال الأيام القادمة أن يكون هناك تقدم في ملف السجناء السعوديين". الجدير بالذكر أن مشاكل السجناء السعوديين في العراق تنتظر تحرك الصليب الأحمر الدولي، حيث يعانون من سوء المعاملة، وتم منعهم من الاتصال بذويهم منذ أشهر، منهم من تدهورت حالته الصحية، وآخرون فقدوا الذاكرة داخل السجون، وبينهم أشخاص مفقودون ومصيرهم مجهول، كما أن وزارة العدل العراقية مازالت تتجاهل أحوالهم دون مراعاة حقوق الإنسان، وذلك بعدم معالجة المرضى منهم، واكتفت بنقلهم لسجن طائفي لا يتعامل إلا بالضرب والتعذيب.