زاد لهيب الصيف وشح المياه إضافة لسوء المعاملة من تدهور الحالة الصحية لعدد من السجناء السعوديين في سجون الناصرية بمحافظة ذي قار 350 كلم جنوب العاصمة العراقيةبغداد، تزامناً مع استمرار تدهور الوضع الأمني في البلاد. وقال المحامي العراقي حامد أحمد الموكل بالترافع عن عدد من السجناء السعوديين ل"الرياض" انه تم نقل عدد كبير من السعوديين من سجن الرصافة الرابعة إلى سجن الناصرية جنوببغداد مع بداية الأحداث الأمنية بالعراق، بينما لم يتم نقل اثنين من السجناء إلى سجن الناصرية، وهما سالم حمود بنيان والذي عزل في المحاجر بعد العثور على شريحة جوال بحوزته، والآخر محمود أحمد سلامة يقبع في الرصافة رقم 3 ببغداد بقسم المرضى، حيث يعاني من كسر في ظهره أثناء التحقيق معه، وحالته الآن مستقرة. وأضاف أن هناك سجناء سعوديين يقبعون في سجن الحماية القصوى وعددهم اثنان وصادر بحقهم حكم إعدام، كما أن سجن مطار المثنى ببغداد فيه ثلاثة سعوديين لم نستطع زيارتهم. وأوضح "أحمد" أن محافظة ذي قار التي يقع فيها سجن الناصرية تعاني من قلة المياه، وضعف التيار الكهربائي، مما سيكون له أثر على السجناء السعوديين، لافتاً إلى أن عددا منهم يعاني من تدهور ظروفهم الصحية قبل نقلهم، وأوضاعهم النفسية سيئة، وتم منع الزيارة عنهم بسجن الناصرية من قبل السلطات العراقية بسبب الأوضاع الأمنية، مؤكداً أنه لم يتعرض أي سجين سعودي للقتل. من جانبه، ادعى المتحدث الرسمي بوزارة العدل العراقية حيدر السعدي في اتصال هاتفي مع "الرياض" بأن السجناء السعوديين بصحة جيدة، وموجودون في السجون الإصلاحية بالعراق، ويعيشون مثل أقرانهم العراقيين أو من جنسيات أخرى بالسجون، ويتم تصنيفهم حسب التهمة الموجه إليهم. وذكر أنه تم نقل عدد من السعوديين لسجن الناصرية لأنه يعد من السجون النموذجية، وتتوفر فيه معايير حقوق الإنسان الدولية، مضيفاً أن سجن الرصافة مجرد توقيف، فمنطقة الناصرية أكثر أمانا للسجناء أنفسهم. وبين السعدي أن السجناء المصنفين بالخطر والمدانين بتهم إرهابية نقلوا لمحافظات أكثر أمنا وأمانا، وتم إبعادهم عن المناطق الساخنة لمنع محاولات التهريب، مفيداً أنه بعد إغلاق سجن أبو غريب تم نقل أكثر من 2200 سجين من جنسيات مختلفة لمحافظات الوسط والجنوب. وأشار إلى أن اثنين من السجناء السعوديين محكوم عليهما بالإعدام وهما في سجن الحماية القصوى بمنطقة الكاظمية وهي منطقة آمنة. وفي سياق متصل، صرح محام عراقي عضو في نقابة المحامين بالموصل شمال العراق ل"الرياض" - فضل عدم الكشف عن اسمه- أن بمثل هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة، وبتواجد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، سيتم التعامل مع السجناء السعوديين بشكل طائفي، مؤكداً أنهم يتعرضون للتعذيب والضرب حالهم كحال العراقيين من الطائفة السنية القابعين في سجون العراق.