فيما تبدو السعودية كواحدة من أكبر منصات التسويق الالكتروني في الشرق الأوسط، يعززها ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت في عام 2013 إلى 15 مليوناً بواقع نصف سكان المملكة، فإن التسويق الالكتروني سيصبح اللاعب الأكبر في ملعب التسويق وإشهار العلامة التجارية السنوات المقبلة، بحسب توقعات خبراء اقتصاديين. ووسط أرقام محلية ودولية تشير إلى أن 66% من مستخدمي الانترنت يستخدمون الشبكات الاجتماعية، بمعدل ساعتين و48 دقيقة يوميا. ومع ظهور مؤشرات على اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي ميادين الانفاق الإعلاني الالكتروني، تترافق مع توجه القطاعات الاهلية إلى توسيع دائرة مستهدفيها، يؤكد خبراء التسويق الالكتروني أن الشركات امام لغة جديدة في ثقافة التواصل مع الجمهور بما يحقق اهدافها الاستراتيجية. يقول منصور ال نميس وهو خبير اتصالات استراتيجية وتسويق الكتروني، إن آلية التسويق شهدت تحولات جذرية في الألفية الجديدة، خاصة وأن الانترنت غير ملامح طريقة تقاسم المعلومات، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أهم مكان للتسويق وعملية بناء العلامة التجارية، حيث فرص الانتشار واستهداف فئات جديدة من العملاء باتت أكبر. ويبين منصور آل نميس أن محدودية ثقافة التسويق الالكتروني كانت تقف عائقا أمام استفادة الشركات القصوى من مزايا الانتشار السريع للمعلومات عبر الانترنت، مفيدا أن التسويق الالكتروني لا يقتصر على زيادة عدد زوار الموقع ومتابعي الحسابات الاجتماعية، بل وتشمل تقديم خطة تسويقية متكاملة تتضمن تحليل إحصائيات المواقع والحسابات الاجتماعية، وتحليل نقاط القوة والضعف، وتحسين مركز الموقع عبر محركات البحث، والإدارة الاستراتيجية للحسابات الاجتماعية. وأضاف آل نميس أن المعدل الذي تقضيه الشركات العالمية في التفاعل مع جمهورها عبر الشبكات الاجتماعية بنسبة 87%، مؤشر يتسق مع عودة الشركات إلى المفهوم الحقيقي للتسويق، المبني على أن المستهلك هو من يعزز قيمة العلامة التجارية وينمي الشركة. ويشير آل نميس إلى أن الارقام الحالية مشجعه للغاية لاستهداف العملاء، ورفع توقعاتهم، والانخراط في التفاعل معهم عبر المواقع الاجتماعية، حيث تصل نسبة تحويل العملاء المحتملين لفعليين إلى 80.33% في المنصات الاجتماعية، شريطة أن يكون الرد في الوقت الحقيقي بحسب رؤيته. وينوه آل نميس أنه على الشركات الأخذ في الحسبان أن مساحة التسويق على الانترنت في حالة تغير مستمر ومتسارع، ما يفرض ضرورة وضع سياسات متطورة ومتغيرة، والقياس المستمر لفعالية الأداء، والاستعداد الدائم لمواكبة التحول نحو تقنيات جديدة في التسويق.