يبدو أن سمة ظهور الأجيال الجديدة لم تعد حكراً فقط على الأجهزة الالكترونية أوالبرامج الحاسوبية، بعد أن كسر ظهور جيل جديد للعلاقات العامة (الاتصالات الإستراتيجية) تحت مسمى (PR 2.0) الاحتكار الرقمي للتطور ليقفز بحجم الانفاق على الإعلان في الانترنت إلى 40 مليار دولار في 2014 وفق تقديرات اقتصادية عالمية. ويرى خبراء في العلاقات العامة أن ولادة الجيل الثاني للعلاقات العامة وارتفاع نسب الإنفاق على شبكة الانترنت إلى ضعفين عام 2010، توافقاً مع الارتفاع العالمي في أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أظهرت آخر الإحصائيات المحلية أن أكثر من 70% من سكان السعودية يستخدم مواقع التواصل الاجتماعية. كما أن توسع أعداد مستخدمي الإنترنت أدخل العلاقات العامة نفق الحوار المباشر مع الجمهور، لتنسجم مع ديناميكية وسائل الاعلام الاجتماعي التي تمكنت مؤخراً من تغيير ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم. وقال منصور ال نميس الخبير في الاتصالات الاستراتيجية، إن ثورة وسائل الإعلام الاجتماعي وضعت هذا النشاط في أزمة حقيقية نتيجة اختلاف سيناريو التعاطي مع الجمهور، مؤكداً أن مسألة الخروج من ثوب العلاقات التقليدية إلى عام الاتصالات الإستراتيجية الحديثة أصبح أمراً حتمياً، يفرضه تسارع الرتم لموجة البيانات المتداولة وتضاعف حجمها عبر الشبكات الاجتماعية، وأبان أنه بالرغم من استخدام الشركات الكبرى في العالم العربي الاعلام الاجتماعي، كجزء أساسي من الاتصال الخارجي للشركات إلا انها لا تزال محدودة الفاعلية، وذلك لأسباب ترتبط بالفلسفة التقليدية لديها والقائمة على مبدأ إدارة تدفق المعلومات من طرف واحد وبثه في اتجاه واحد فقط. وأوضح آل نميس أن الجيل الثاني اكثر ذكاء في إدارة صورة الشركة الذهنية وعلامتها التجارية، والتي أصبحت الان عملاً مشتركاً بين الجمهور والمنشأة من حيث حرصها على اشراكهم في التأثير على العلامة التجارية وإدارة المخاطر من خلال التفاعل الفوري والاستجابة في الوقت المناسب.