انتهى رمضان وانتصف شوال ولا نزال نعيش طقوس رمضان.. أغلب الأسر تسهر الليل وتنام النهار.. طلبة المدارس ومن يعملون.. يذهبون إلى أعمالهم إما دون نوم.. أو لساعات محدودة خضوعاً لسلوك أسري لايزال ساري المفعول.. ويتكرر في كل الإجازات.. الأهم من ذلك أنه حتى الأطفال ما دون سن المدارس يواصلون السهر للعاشرة صباحاً أو أكثر من ذلك..! ربما الصغار لديهم قدرة تحمل على هذا التغيير ومن ثم العودة مرة أخرى بعد عناء أسري إلى التنظيم المرتبط بالمدارس.. لكن نحن الكبار هذاالتغيير والسهر المرتبط مع من حولك من الأطفال والعائلة يشكّل ضغطاً هائلا ًعلينا خاصة إذا حاولت العودة إلى تنظيم مواعيدك كما اعتدت .. يرتبط مع هذا التغيير في توقيت النوم.. عدم القدرة على النوم.. والأرق الشديد.. والصداع.. وهو مرض العصر.. والإحساس بالاكتئاب خاصة إذا كنت مصراً أن تعيد تنظيم مواعيدك كما اعتدتها.. ! المشكلة أنك قد تعيش حالة ضغط نفسي مفاجئة دون أن تكون مهيأ لها وبصرف النظر عن القدرة على التحمل .. تجد نفسك في حاجة إلى التكيّف معها.. وحسب التعريف للضغط النفسي والقدرة على تحمله فإنه (تختلف نظرة الناس إلى التغيرات أو التقلّبات التي تطرأ على الحياة أو العوامل التي تسبب الضغط النفسي.. وترتبط ردة فعلهم بالثقافة التي تلقوها ومستواهم العلمي والظروف المحيطة ومن الممكن جداً أن يتخطى شخص ما ظرفاً ضاغطاً بشكل أفضل من غيره لأن البعض مزود بقدرة داخلية كبيرة على المقاومة.. والتحمّل.. ما يتيح له المحافظة على رباطة جأشه لفترة أطول حتى وإن زادت الأمورسوءاً).. ! هذا الضغط قد يكون مرتبطاً بمن حولك.. يؤثر في النوم.. وعلى تفاصيل الحياة اليومية.. تشعر أنه يستلب منك النهار.. وفي الوقت نفسه قد تنام نوماً تعيساً.. مهما زادت ساعاته.. نوماً مضطرباً وغير صحي.. ينتابك القلق.. تشعر كأنك في معركة مع نفسك.. تريد أن تتخطى مسار من حولك.. تبحث عن طريقة خروج مناسبة .. أو لحظة مواجهة مع هذا الأرق الذي يحاصرك.. صديقة لي تقول في إطار جهادي من أجل أن أنظم نومي وهي تختلف أغامر بأخذ منوم لعدة ليال إلى ان أنجح في المواجهة مع الأرق.. لكني أختلف معها في الحبوب المنومة ونلتقي في البنادول.. الذي لابديل عنه عند الصداع..! الواقع أنني لست ممن ينام مبكراً ولكن في الوقت نفسه احسد أطفال العائلة على البقاء حتى الظهر والاستيقاظ بعد المغرب ببراءة وهدوء واسترخاء..ذلك أن تجربة كهذه للكبار مدمرة وقاتلة..لأنك قد تستيقظ متوتراً.. قلقاً.. مكتئباً.. غير قادر على بدء نهارك أو بالأحرى ليلك.. ما تشعر به ليس مؤشر ضعف.. ولكن كما يقال" ظاهرة فيزيولوجية طبيعية " تتلمس واقعك المتغير..! صديقتي التي غادرت إلى الخارج في اجازة تقول سنعود للتنظيم من هناك.. بالرغم من أننا نستطيع أن نعيد تنظيم الساعة البيولوجية في دواخلنا لو تمكنا من السيطرة على هذا الإحساس بالضغط النفسي.. والتعامل مع اللحظة الحاضرة بهدوء.. والابتعاد عن التفكير المزعج بدون توتر أو قلق.. ومحاولة الاسترخاء حتى وان لم تقبض على لحظة النوم.. وممارسة الرياضة.. وهي في الواقع علاج مجد مع حالات الضغط النفسي والتوتر، لكن في أجواء "جدة" الحالية والرطبة لايمكن لمن اعتاد ممارسة المشي أن يمشي حتى في المساء.. ولذلك وللخروج من أزمة تداخل الأزمنة في رمضان والإجازات.. وما سببته من إرباك للزمن.. هناك أربعون قاعدة ترتبط بمحاربة الضغوط والتغيرات سأكتفي منها بما يتناسب مع أزمة النوم والاضطراب عند الأسر.. 1- اخرجو اللقاء الناس كلما شعرتم بضيق .. 2-تجنبوا الأفكار السلبية أو المزعجة عند عدم النوم لئلا يزيد التفكير والقلق..! 3-كلما أحسستم بالقلق والتوتر.. تساءلوا إن كان الأمر يستحق كل ذلك.. 4-أجبرو اأنفسكم على التنفس بعمق.. ! 5-الاسترخاء التام كلما وجدتم أنفسكم متشنجين..! 6-ممارسة الرياضة بانتظام.. 7-تناول الطعام بهدوء وعدم تعجل..! 8-أحيطوا أنفسكم بأجواء إيجابية تدعو للتفاؤل.. وتجنبوا السلبية.. .9-قيسوا مشاكلكم على مشاكل غيركم حتى لاتشفقوا على أنفسكم..! هذه مجرد فضفضة.. لكن هل بإمكانها أن تقفز على الواقع.؟!