النوم هو منحة الله للإنسان التي تجعله يعيد ضبط كفاءة جهازه العصبي، ويساعد الجهاز العضلي على الاسترخاء، ويقلل من ضربات القلب، كما يعمل على خفض ضغط الدم وزيادة كفاءة عمل الجهاز الهضمي، إلا أن هناك مَن هو محروم من هذا السر الإلهي وفوائده. ويجد البعض صعوبة في النوم أو يستيقظ فجأة ليلا ويفشل في العودة إلى النوم مرة أخرى مما يؤدي إلى إرهاق مستمر. ويعتبر الأرق الليلي أحد أنواع اضطرابات النوم، والأرق في حد ذاته يعني عدم قدرة الشخص على النوم، وتختلف أعراضه من شخص لآخر ولا يوجد سبب واحد ومباشر للإصابة به، إلا أن بعض الدراسات أفادت بأن أكثر المعرّضين للأرق هم الذين يعانون اضطرابات نفسية كالاكتئاب والقلق والأمراض المزمنة أو أمراض المناعة الذاتية أو الذين يتناولون أدوية بعينها أو قد تكون لها علاقة بعامل الوراثة. وللأرق أنواع، فهناك الأرق الشائع ويعاني المصاب به من صعوبة في النوم أو صعوبة معاودة النوم عند الاستيقاظ في الليل أو أنه يستيقظ في الصباح الباكر ويشعر بالإرهاق والتعب عند الاستيقاظ صباحاً. وقد يسبب هذا النوع من الأرق صعوبة في التركيز خلال النهار. وهناك الأرق المزمن ويعاني المصاب به من صعوبة الاستغراق في النوم، أو البقاء نائماً لفترة طويلة وهو يحدث نتيجة الإصابة باضطراب بيولوجي أو باضطرابات نفسية كالاكتئاب والقلق أو الآلام المزمنة أو نتيجة تناول الأدوية بجرعات غير صحيحة، ويعتمد علاج هذا النوع من الأرق على إزالة المشكلة الرئيسية المسببة له قبل علاج الأعراض. أما الأرق الذي يصيب المسنين فهو نتيجة للأمراض التي يعانون من آلامها، والأدوية التي يتناولنها وتسبب قلة عدد ساعات النوم وصعوبة الاستغراق في النوم أو الإفراط فيه. كما أن هناك أيضا الأرق الوظيفي والذي يرتبط بنوعية عمل الشخص، فقد تبين من إحدى الدراسات أن الذين يعملون ضمن نظام الورديات يعانون الأرق أكثر من أولئك الذين يعملون بنظام الدوام الكامل. ومن أهم الأعراض الشائعة للأرق: - الاستيقاظ أكثر من مرة ليلا، وقد يرجع السبب في ذلك إلى شرب الكافيين بكثرة أو تناول الأطعمة الدسمة في وقت متأخر من النهار. - الاكتئاب وهو في حد ذاته اضطراب نفسي قد يصاحب الأرق ويعد أحد أعراضه، وينصح بعض الأطباء بتناول الأقراص المهدئة لِمَن يُعاني الأرق والاكتئاب في الوقت ذاته. - التعب أو الشعور بالإرهاق والنعاس خلال النهار بالإضافة إلى فقد الطاقة في الصباح، الأمر الذي يسبب القلق والإحباط والعصبية. - الصداع، بالإضافة إلى كونه عرضا من أعراضه، فربما يؤدي إلى الإصابة بالأرق، ويحتاج المصاب به إلى تناول المواد المنبهة ليتمكن من أداء مهامه اليومية. - النوم المفاجئ، حيث يشعر معظم من يعاني من الأرق بالحاجة إلى النوم خلال النهار وهناك من يغفون نهارا دون أن يدركوا ذلك وهو ما يعرف بالنوم المفاجئ وهو له عواقب خطيرة على صحة الفرد. ورغم المعاناة التي يلقاها من يقرر الأرق مصاحبته إلا أن تشخيصه وتحديد أسبابه وأعراضه عند المريض به هو الخطوة الرئيسية لعلاجه، لأن الغالبية العظمى من الحالات تلجأ إلى الأدوية التقليدية دون الرجوع إلى طبيب إلا أن هذه الأدوية لا فائدة منها ولا تجدي نفعا مع كل الحالات. أما بالنسبة للمهدئات والأدوية المنومة فهي تتحول إلى عادة يصعب على الفرد التخلص منها وتفقد فاعليتها مع استخدامها لفترات طويلة. كما أن هناك بدائل للأدوية من الممكن أن تساعد على التخلص من الأرق أهمها تغيير نمط الحياة واعتماد أنظمة غذائية صحية.