لم يعد يأخذني الحنين إليك، لم يعد بقلبي من الود مثقال ذرة، ذهبت ذكراك مع الرياح، طارت ولعب فيها الهواء كما يلعب الطفل بأحب ألعابه قبل أن يرميها ويذهب لأخرى، أمسيت بنظري مجيدا شامخا وأصبحت مبتذلا تافها، كنت العين الذي أرى بها والأذن التي أسمع بها، وأصبحت الآن من الماضي الضائع، آسف.. أصبحت سابقا ولا أريد أن أراك لاحقا. أعجبك برجك العاجي وصدقت عقلك، ذهبت بروحك الأفكار ولم تعد لذاتك، أخذك الغرور وأي أخذ!! بل أضاعك وأضعت الناصحين بنرجسيتك البغيضة. تقف لوحدك وتظن الآخرين سيلبون طلباتك وبلا مقابل، بل حبا وكرامة!! أمرت شخصك بشخصك ولم نؤمرك. تعتريني لحظات أشك أن مصدر الغرور في الدنيا، هي عيناك التي لا تضجر من التكبر على الغير!!، جريت خلفك لأسباب كثيرة، أطلت البال عليك، وصددت عن زلاتك. حسبت حساب الاعتبارات العديدة والتي لا يحسبها العقلاء لأمثالك، وضعتك بمنزلة المقرب الذي يستحق البذل والعطاء، وخذلتني بكل مرة.. لا.. فقد خذلت دينك وأخلاقك ونفسك، وتركتني أموج ببحر التجربة والذي خرجت منه سالما وأقوى من ذي قبل. لم يثنني عن محاولاتي إلا نداء خافت بداخلي. قال: ديننا دين الوسط، وتحمل العابثين المتكبرين لا يعتبر من الوسطية، ولا تتحمل النفس ما لا تطيق. ومع ذلك ضاعفت التوجيه الرباني وزدت المحاولات أكثر وأكثر وهنا أخطأت، لأني تجاوزت سقف الدين بمسألة واضحة واجتهدت بمعاكسة النص الصريح، وها أنا أجدني خسرت الوقت وكسبت التجربة، فلو قابلت أشباهك سأكتم صراعات روحي من بدايتها، وسيغفر لي إن شاء الله رب الرحمة والغفران خطيئتي يوم الدين..الصدق لا تجده دائما فاحذر، الوضوح يولد في زماننا غريبا فأنتبه. أعرف أنك تعاني وتعاني مما يحدث لك، وأعلم جيدا انك تشعر داخليا بالنقص. ولكني أجهل مكابرتك وخسارتك لمن هو صادق وواضح بطول الطريق، ولمن قدم التضحيات والود والاحترام، عجيب أمرك!! ارحل غير مأسوف عليك، اتخذت قراري بمحوك من حياتي. وان وجدتني في مكان ما، لا تبتسم اكتفِ بالسلام وأرحل ثانية، لأني لا أنتظر رد المحاولات علي، حاولت معك لقناعتي بذلك الوقت، لا لطلب المثل. مع السلامة يا هذا!!، ركز على تعريف الكبر بالحديث.. وارحل كما قلت لك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنةً قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) الإمام مسلم.