منذ أعوام عدة لم يتغيب نادي الوحدة عن مشهد "الدوري الممتاز" لموسمين متتالين بسبب تواجده في دوري الدرجة الأولى كما هو حاصل الآن، بعد ان دعوا اسطوانة الهبوط والصعود منذ زمن طويل بيد أنهم عادوا إليها في ذلك الموسم "المشؤوم" الذي هبطوا فيه بسبب "شكوك وظنون" عمر المهنا، وعلى الرغم من صعودهم بعد ذلك الهبوط إلا أن الفريق كان هشاً للغاية ولم يستطع مواجهة الكبار فسقط سقوطاً ذريعاً. تغيرت الإدارة في وسط الموسم الماضي وحضرت إدارة جديدة برئاسة حازم اللحياني خلفاً للرئيس السابق علي داود لكن "بعد خراب مالطا"، لذلك لم يفلح الوحداويون في الصعود لأسباب عدة لعل أبرزها تلك المشاكل التي خلفتها الإدارة السابقة ولم تتمكن الإدارة الجديدة من السيطرة عليها، أما اليوم فلا عذر لإدارة حازم اللحياني لأنها هي من أعدت الفريق للموسم المقبل وهي وحدها من ستتحمل النتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية، الوحداويون متفائلون عطفاً على تحركات الإدارة واستقطابتها بيد أنهم يريدون رؤية نتائج ذلك العمل داخل المستطيل الأخضر، والظفر ببطاقة الصعود للدوري الممتاز لأنهم اشتاقوا كثيراً لرؤية الفرسان في موقعه الطبيعي مع الكبار. النسخة المقبلة من دوري "ركاء" السعودي للمحترفين لن تكون سهلة أبداً، فمعظم الفرق تطمح في خطف بطاقتي التأهل وشاهدنا المنافسة على ذلك في الموسم الماضي واستمراره حتى الجولة الأخيرة، ليس كذلك فحسب بل أن وجود فريق بحجم الاتفاق سيجعل المهمة صعبة على المنافسين، الوحدة من أعرق الأندية السعودية ويُعد رافداً وممولاً حقيقياً للاعبين سواء للمنتخبات السعودية أو الأندية وتواجده بين الكبار هو طموح ليس للوحداويين فقط بل للمهتمين بشأن الكرة السعودية. الجماهير الوحداوية التي صبرت على فريقها كثيراً لن تقبل سوى ببطاقة الصعود للدوري الممتاز، وتحقيق هذا الهدف يتطلب عملاً مضاعفاً من رئيس النادي حازم اللحياني وإدارته التي كسبت إحترام الوحداويين إلى درجة اتفاقهم معها من دون وجود خلافات شرفية كما كان الحال عليه في فترات سابقة، وهذا سيزيد المسؤولية الملقاة على عاتقها لأن الوحداويين وفروا لهم بيئة العمل التي تساعدهم على النجاح والإنجاز.