قال رئيس جهاز مكافحة التجسس الأوكراني إن هناك "دليلا قاطعا" لدى أوكرانيا على أن الفريق الذي أدار النظام الصاروخي الذي تقول كييف إنه أسقط طائرة الركاب الماليزية من روسيا وأنه يجب استجوابهم. وقال فيتالي نادا في مؤتمر صحفي "لدينا دليل قاطع على أن هذا العمل الارهابي نفذ بمساعدة روسيا الاتحادية. نعرف بوضوح أن فريق هذا النظام يتألف من مواطنين روس." كما دعا روسيا لابلاغ اوكرانيا باسماء الفريق كي يتسنى لها استجوابه. من ناحية اخرى قال ألكسندر بوروداي الزعيم الانفصالي في شرق أوكرانيا أمس ان الانفصاليين لم يمسوا موقع تحطم الطائرة الماليزية لكنهم يشعرون بالقلق بشأن الوضع الإنساني هناك لان الجثث قد تتحلل بسبب الحرارة. وقال بوروداي رئيس وزراء ما يعرف باسم جمهورية دونيتسك الشعبية "جثث الأبرياء ترقد في الجو الحار. إذا استمر التأخير فاننا نحتفظ بحق.. بدء عملية انتشال الجثث. نطلب من روسيا الاتحادية مساعدتنا في هذه المشكلة وإرسال خبرائها." وقال خلال مؤتمر صحفي انه ليس على علم بسبب عدم وصول الخبراء بعد إلى موقع التحطم. وقال "ربما السبب هو ان أوكرانيا أو السلطات الأوكرانية ليست مهتمة بإجراء تحقيق موضوعي." من جانبه قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إن بلاده، بوصفها صاحبة الطائرة التي تحطمت في أوكرانيا، تصر على الاحتفاظ بالصندوق الاسود الخاص بالطائرة. جاء ذلك في تصريح ادلى به السبت عبد الرزاق لوسائل الإعلام بعد لقاء أسر ضحايا حادث تحطم الطائرة بحسب وكالة الانباء الماليزية (برناما). واضاف ان الاحتفاظ بالصندوق الأسود يجب أن يكون وفق القانون الدولي الذي يقضي بحق الدولة صاحبة الطائرة في الاحتفاظ بصندوقها الاسود. وتابع "وصل فريقنا بالفعل إلى كييف، وهو بصدد ترتيب ما يلزم للوصول إلى مكان الحادث الذي يبعد عن العاصمة حوالي 400 كيلومتر لذلك لا بد من تحديد بعض القواعد قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة". وقال إنه علم بموافقة المتمردين على إقامة ممر آمن لفريقي الاستكشاف والتحقيق. واستدرك يقول "آمل أن ينفذوا ما يقولون لأن هذا الحادث أمر يتطلب اهتماماً إنسانياً شاملاً ويهم أطرافاً كثيرة. وعليهم أن يظهروا التعاطف والإنسانية لماليزيا وغيرها من البلدان، لأن الضحايا جميعاً هم أبرياء". واكد التزام الحكومة ببذل قصارى الجهد لإعادة جثمان الضحايا. واعربت ماليزيا السبت عن استيائها من تغيير أدلة حيوية في منطقة تحطم الطائرة الامر الذي وصفته بانه "خيانة" للذين قتلوا في الكارثة. وقال وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي انه "تم العبث بموقع سقوط الطائرة، وهناك مؤشرات على انه لم يتم الحفاظ على ادلة حيوية في الموقع. الدخول الى موقع تحطم الطائرة يمكن ان يؤثر على التحقيق نفسه". على صعيد آخر قال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن اسقاط الطائرة الماليزية في منطقة يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا "تحذير لاوروبا والعالم" إزاء الازمة في اوكرانيا وحذر روسيا من تشديد العقوبات. واحجم اوباما عن تحميل موسكو مسؤولية حادث تحطم الطائرة الماليزية الذي اودى بحياة 298 شخصا ولكنه اتهم موسكو بالفشل في وقف أعمال العنف التي ساهمت في وقوع الحادث. وذكر اوباما للصحفيين يوم الجمعة "بكل تأكيد سيكون هذا الحادث تحذيرا لاوروبا والعالم تجاه تبعات تصاعد الصراع في شرق اوكرانيا لا تقتصر على الساحة المحلية ويتعذر احتواؤها." وفي وقت لاحق تحدث أوباما هاتفيا مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس وزراء استراليا توني ابوت. وقال البيت الابيض ان الزعماء ناقشوا اوكرانيا واسقاط الطائرة والحاجة لاجراء تحقيق دولي دون اي عقبات. الى ذلك أعلنت الخارجية الهولندية أمس عن ارتفاع أعداد مواطنيها الذين لقوا حتفهم في الحادث إلى 193 شخصا. وقال متحدث باسم وزارة الطوارئ الأوكرانية السبت ان عمالا من الوزارة مشطوا مساحة 18 كيلومترا مربعا من 25 كيلومترا مربعا هي موقع تحطم الطائرة وانهم انتشلوا 186 جثة. وأضاف في مؤتمر صحفي "عثر على 186 جثة في السابعة صباحا يوم 19 يوليو. المنطقة التي ينبغي البحث فيها تصل مساحتها إلى 25 كيلومترا مربعا. تم تمشيط 18 كيلومترا مربعا منها بالفعل." وتابع "سمح المقاتلون لعمال وزارة الطوارئ بالدخول لكنهم لا يسمحون لهم بأخذ شيء من المنطقة. المقاتلون يأخذون كل ما يتم العثور عليه." وذكر أندريه ليسينكو المتحدث باسم مجلس الأمن الأوكراني أنه لم يجر تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة إلى كييف وانه ليس لديه أي معلومات عنهما. وقال "ليس لدينا أي معلومات عن الصندوقين الأسودين. لم يسلم أي منها للجانب الأوكراني."