بشأن التلوث الصوتي والضوضاء الذي يعم العاصمة من كل جهاتها الأربع لا يحتاج الأمر لكثير عناء حتى يتم التعرف على مسبباته. وحين تضمّنت الخطّة التنفيذية لحماية البيئة في مدينة الرياض التي يفترض تنفيذ جميع ما ورد فيها من تكليفات وبرامج في نهاية هذا العام 1435ه بندا يتضمن إجراء دراسة شاملة للتلوث الضوضائي وتحديد مسبباته ووضع إجراءات التحكّم فيه والحد من آثاره على السكان والبيئة، أقول إذا تم فعلاً القيام بهذه الدراسة فأين توصياتها، وماذا توصّلت إليه؟ الواقع يقول إن التلوث الضوضائي يزداد سنة بعد أُخرى لعدة أسباب ذكرت أحدها في المقال الماضي ولم يتم أي إجراء بشأن مكبرات الصوت على المآذن التي تلعلع ليل نهار وبمستويات فاقت المسموح به محليا ودوليا. من الأسباب الأخرى للتلوث الضوضائي مواسير عوادم المركبات (الشكمانات) وخصوصا في المركبات الكبيرة كالشاحنات والشيولات وصهاريج نقل المياه ونزح البيارات (أضحوكة القرن الحادي والعشرين) وخلاّطات الاسمنت وغيرها. هذه المركبات تصدر أصواتا مزعجة بجانب تلويثها للهواء هذا غير توجيه فوهاتها بمستوى منخفض مما يسبب في اختناق من يقف أو يسير بجانبها. أقول من يريد إثبات وجود تلوث ضوضائي يفوق بكثير المسموح به دوليا في العاصمة فلا يحتاج إلى خبراء ودراسات وتسويد الأوراق بالكلام الإنشائي بل عليه الجلوس في أحد مقاهي شارع (التحلية) على سبيل المثال لا الحصر وتشغيل مسجل جهازه الجوال لمدة(5) دقائق فقط. سيسمع (هذا إن استطاع) مزيجا من الأصوات العالية المتداخله. دراجات نارية أشكال وألوان تصدر أصواتاً تصمّ الآذان، سيارات رياضية تصدر (شكماناتها) ما يشبه صوت المدافع الرشاشة، سيارات تم ثقب مواسير عوادمها لتصدر ما يصعق الآذان، سيارات طوارئ تطلق صافراتها بمناسبة وبدون مناسبة، هذا غير مكبرات الصوت سالفة الذكر. من الذي بيده القدرة على تخفيف هذا الإزعاج؟ بالطبع دوريات المرور حيث يوجد في القانون ما يتيح للضابط النظامي إيقاف أي مركبه تصدر أصواتا مزعجه وحجزها حتى يتم إزالة الضرر وهذا الإجراء ينسحب أيضا على الدراجات النارية. أما الدرّجات ذات الأربع عجلات ( دبابات البقي ) فيجب منعها منعاً باتاً وأبدياً من السير على الطرقات العامة إذ ميدانها الصحراء وحلبات الاستعراض. قلتُ وأكرر أن ما ورد في الخطة التنفيذية لحماية البيئة بمدينة الرياض كلام نظري كبير يقابله على أرض الواقع عجز أيضا كبير من قبل الأجهزة الموكول أليها التنفيذ والدليل أننا على مشارف نهاية آخر عام في الخطة والحال "على طمام المرحوم" للحديث بقيّة عن تلوث البيئة بشكل عام.