رأى مختصان في البيئة أن جنوبجدة يعد أكثر المناطق في عروس البحر الأحمر تلوثا بالضوضاء، لافتين إلى أن الكثافة السكانية ووجود حركة تجارية كبيرة أسهمتا في زيادة الحركة المرورية واستخدام الأبواق المسببة للضجيج. ورأى الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس أن جدة لم تعد كما كانت في السابق، فمع التوسع العمراني زادت الحركة المرورية وارتفعت نسبة السيارات التي تسير في الشوارع. وأشار إلى أن جنوبجدة يعد الأكثر تعرضا للتلوث الضوضائي نتيجة الكثافة السكانية، ومرور الشاحنات الكبيرة بنسبة عالية، مبينا أن مشكلة التلوث الضوضائي تعد من أبرز المشكلات التي تعاني منها المدن الرئيسية في جميع دول العالم وهي بدون شك تؤثر على صحة الإنسان، مبينا أن كثرة استخدام أبواق السيارات يؤثر على السمع والجهاز العصبي بجانب الشكوى المتكررة من الطنين. ويلفت الدكتور كماس أن مسؤولية التلوث الضوضائي تقع على عاتق السائق الذي يجب عليه أن يدرك خطورة استخدام أبواق السيارات بشكل مزعج وخصوصا قرب المستشفيات والمدارس والأحياء السكنية مما ينعكس تأثيره سلبا على صحة البشر. وخلص الدكتور كماس إلى القول إن المشاريع التنموية التي تشهدها عروس البحر الأحمر سوف تسهم بشكل كبير في امتصاص التلوث الضوضائي لوجود مساحات كبيرة من الحركة المرورية وهو الأمر الذي يقنن من استخدام أبواق السيارات. ويتفق المختص البيئي محمد فلمبان بما أشار إليه الدكتور كماس قائلا «شهدت جدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة حركة مرورية كبيرة نتيجة تزايد الكثافة السكانية وهو ما أسهم في زيادة التلوث الضوضائي وخصوصا في جنوبجدة، كما أن هذه المنطقة تشهد ارتفاعا في نسبة حركة الوايتات الكبيرة». وأضاف أن هناك أسبابا عديدة تسهم في زيادة استخدام أبواق السيارات منها ضيق الشوارع، وجود سيارة متعطلة في الشارع، قصر مدة الإشارات المرورية، الاستعجال من قبل بعض السائقين، فكل هذه المعطيات ترفع من الاستخدام السلبي لأبواق السيارات. فلمبان أكد أن المشاريع التنموية التي تشهدها جدة في إنشاء الجسور في الشوارع الحيوية ستسهم في تخفيف التلوث الضوضائي بجانب رفع مستوى الوعي لدى قائدي المركبات في تقنين استخدام أبواق السيارات.