يهوى بعض الشباب، وضع مضخمات صوتية أو ما يسمى ب«الهدرز» على عادم غاز السيارات وتغييرها لتصدر أصواتاً عالية، ثم يتجولون بين الأحياء، ويثيرون الضوضاء، فيما عبر مواطنون عن انزعاجهم من هؤلاء الشباب، وطالبوا بردعهم عن تلك الهواية التي تزعزع الهدوء، كما أنها قد ترعب الأطفال، مشيرين إلى أن ممارسي الهدرزة غالباً ما يكونون من المراهقين، الذين لا يضعون في اعتبارهم مشاعر الآخرين. صوت أشبه بقصف أكد محسن العتيبي أنه يعاني كثيراً من الأصوات التي يصدرها الشباب بسياراتهم، من خلال تركيب مضخمات بها، ويقول «لطالما تأذيت من عدم احترام هؤلاء الشباب لمشاعر الآخرين، فذات ليلة، كنت وأطفالي نائمين، وإذا بصوت يأتي من الشارع أشبه بالقصف، ففزعت وفزع أطفالي، وبدأوا بالبكاء، حتى اكتشفت أن مَنْ أصدر الأصوات شباب بلا أخلاق، لا يحترمون حرمة البيوت، وقد بقي أطفالي في رعب طوال الليل، مناشداً الجهات الرسمية وضع حدٍ لمثل هذه الظواهر. والدي مريض وقال فهد العلياني إن والده يعاني أمراضاً كثيرة وفي مرحلة متأخرة من العمر، مشيراً إلى أن الشباب دائماً يتسببون في ازعاجهم بالقرب من منزلهم، من خلال سياراتهم، ما يحرم والده من النوم والراحة، وقال «والدي يتناول كثيراً من الأدوية المسكنة، وينتظر حلول المساء حتى يجد فسحة للنوم، إلا أن هؤلاء الشباب لا يقدرون ذلك، وأناشد مسؤولي المرور فعل شيء يحد من هذه التصرفات». رفضت الذهاب للمدرسة وأكد محمد الزعبي أن ابنته الصغيرة رنا ترفض الذهاب للمدرسة، إلا برفقة والدتها، وذلك بعد أن عادت يوماً من مدرستها مشياً على الأقدام، وكان في طريقها مجموعة من الشباب، يصدرون أصواتاً مزعجة من مركباتهم، بعد أن زودوها بمضخمات الصوت «الهدرز»، ما أدى إلى هلع ابنته، فعادت للمنزل باكية، ورفضت من بعدها بتاتاً الذهاب إلى المدرسة إلا بمرافق يوصلها. وطالب الزعبي الجهات الرسمية بتكثيف الحملات التوعوية للشباب وتثقيفهم بشكل متواصل عن مساوئ مثل هذه الهوايات، التي تشكل أضراراً على البيئة والناس. لا يتقبلنا المجتمع واستطلعت «الشرق» آراء بعض هواة «الهدرزة»، حيث طالبوا بتخصيص أماكن لهم لممارسة هذه الهواية. وبيَّن هاوي الهدرزة محمد الهاشم، أن لكل شاب طريقته في التعبير عن حبه لسيارته، من خلال تركيب بعض التعديلات والزيادات أو تغيير لونها وتركيب «الهدرز»، كنوع من التميز على الآخرين، ويقول «نعاني من عدم تقبل المجتمع لهذه الهواية، سواءً من الجهات المعنية أو الأهل، فالمجتمع يرفضنا وينظر إلينا كجماعات مزعجة، رغم أن الدول المتقدمة تشجع هواة «الهدرزة»، وتدعمهم، من خلال عمل مسابقات دولية. فعدم تخصيص أماكن لنا من قبل الجهات المسؤولة جعل الأمر عشوائياً ومزعجاً للناس». فيما يقول هاوي «الهدرزة» بدر الدوسري، إن هذه الهواية تحوز على شغف الشباب، وأضاف «أطالب الجهات المعنية بتوفير ساحات للاستعراض والترفيه والتعبير عن المهارات، في صورة فنية جيدة، كما في الدول المتقدمة. مشيراً إلى أن للهدرز فوائد عديدة، فهو يسهل عملية خروج العادم من ماكينة السيارة، وكذلك يبقي حرارة السيارة منخفضة. محلات قطع الغيار فيما أكد فني اللحام وتركيب الشكمانات شفيق صديق أن كثيراً من مركبي «الهدرز» هم من فئة المراهقين، خاصة هواة التطعيس ليزيدوا من عزم السيارة وقوتها، ويأتي أصحاب السيارت بالقطع جاهزة، ليقوم فني الورشة بتركيبها، مشيراً إلى ضرورة منع بيع مضخمات الصوت في محلات قطع الغيار، وبالتالي منع الورش من تركيبها. توفير سبل الراحة من جهته، أوضح الكاتب والمستشار في تنمية الموارد البشرية مشعان المطيري، أن من واجب الدولة الحرص على توفير سبل الراحة للمواطنين، من خلال محاربة ومنع الملوثات السمعية، منوهاً بأن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية للدولة التي تسخر إمكاناتها المادية لخدمته وإسعاده، وتعمل على توفير سبل الراحة له ولأسرته، وتقضي على كل ما يسبب تعكير صفو حياته. انخفاض الإنتاجية وأشار إلى أن التلوث السمعي له عدة أشكال، ويؤثر على الفرد والمجتمع ككل من حيث العمل والإنتاجية، كالضوضاء التي تحدث بالقرب من المدارس والجامعات وتؤثر على القدرة الاستيعابية للطلبة وتشوش أذهانهم ما ينعكس سلباً على تحصيلهم العلمي، وكذلك الضوضاء التي تحدث بالقرب من المستشفيات وتؤثر على المرضى ونفسياتهم وحياتهم. إضافة إلى الضوضاء التي تحدث بالقرب من المباني الحكومية والخاصة، وتسبب الإزعاج لموظفي تلك الأجهزة، ما ينعكس على العمل والإنتاجية، إضافة إلى الضوضاء التي تحدث بالقرب من الأحياء السكنية والأسواق، حيث لها كذلك دور في إزعاج السكان ومرتادي الأسواق، فضلاً عن الضوضاء في الطرق والشوارع والميادين، أو الحدائق، حيث تزعج الناس، وتنفرهم من المكان. حلول لتجنب الملوثات ونوه المطيري بأنه كلما زادت الملوثات السمعية انخفضت الإنتاجية، والعكس صحيح. وبيَّن أن من الحلول الفعالة لتجنب الملوثات السمعية، معاقبة المتسببين في التلوث السمعي بالغرامات المالية، ومصادرة الآلات والمعدات التي بحوزتهم والتي تحدث ضوضاء، كذلك إعادة تخطيط المدن وإقامة حواجز خاصة لامتصاص الضوضاء العالية، وإجراء البحوث التي تتعلق بصناعة محركات ضعيفة الصوت. تؤثر على البيئة وأوضح مدير عام صحة البيئة في أمانة المنطقة الشرقية الدكتور خليفة السعد، أن ممارسة الشباب ل«الهدرزة» تؤثر على صحة الفرد والمجتمع، ولها أضرار على البيئة، مقترحاً أن يوكل هذا الأمر إلى جهة معنية، بحيث تقيس الملوثات السمعية، وتضع خططاً لمعالجتها، وتطرح حلولاً جذرية بالتواصل مع الجهات الحكومية التي تعنى بهذا الشأن. «الشرق» حاولت التواصل مع المتحدث الرسمي لمرور المنطقة الشرقية المقدم علي الزهراني، ولم تحصل على رده حتى الآن. مشعان المطيري د. خليفة السعد