لستُ ممن يرتكز على تبرير المؤامرات عالميا وخاصة « الأمريكية « فكل فشل في هذا العالم سواء أكان سياسيا ام اقتصاديا المتهم جاهز وهو «أمريكا» لماذا لا نقول انه «خطط المصالح الأمريكية»؟ الآن، نلحظ أن محكمة نيويورك فرضت غرامة مالية على البنك الفرنسي «بي إن بيه باريبا» بمقدار 8.9 مليارات دولار، وتحقق أيضا الآن مع بنوك اوروبية أخرى «كومرتس بنك» و»دويتشه بنك» ولا يعرف الأن كم ستتكبد هذه البنوك من غرامات مالية ستدفعها للحكومة الأمريكية او بنوك غيرها قد تأتي مستقبلا. ماهي الأسباب؟ ببساطة الولاياتالمتحدة حظرت التعامل مع دول صنفتها «كإيران والسودان» وهي دول بقائمة سوداء أمريكية تجاريا، ولكن هذه البنوك استمرت ومارست العمل معها بشكل أو بآخر، وتعتبر ذلك «محكمة نيويورك» خرقا للقانون الأمريكي، وهذه البنوك لا يمكن ان تتعامل مع دول «خارجية» أو أي تبادل تجاري بدون الدولار، وهذا مرتكز أساسي أي الدولار مرورا ببنوك أمريكا، فكل تحويل مالي في هذا العالم لا بد من بنك وسيط وهو غالبا إن لم يكن مجملا يمر ببنوك وول ستريت هناك بأمريكا، وهذا ما فعلته البنوك الأوروبية او من سيأتي بعدها ممن سيحقق معها وستدفع الأموال والغرامات وهي «صاغرة» فلا حل لها، لأنه لن يوجد بنك في هذا العالم منغلق على نفسه ولا يتعامل مع الخارج، والأهم مرورا بالبنوك الأمريكية التي هي مصدر ومخزن ومصنع ومنبع الدولار لكي ينطلق بهذا العالم، إنها القوة « الدولارية «الأمريكية»، لايمكن ان تنشأ تجارة عالمية، وتحويلات بين دول او شركات أو اي تبادل تجاري بدون هذا الدولار الأمريكي، فحين ترفض «مثلا» البنوك دفع الغرامات هذا يعني «إفلاسا» للبنوك لأنها لن تكون بنوكا تتعامل مع الخارج او يكون هناك تبادل تجاري، ستصبح صندوقا محليا يقدم قرضا لا غيره. هذه الهيمنة «الدولارية» الأمريكية أرجو ألا يقال «مؤامرة» وحديث عفى عليه الزمن، هي نتاج «سياسة» و»استراتيجية» أمريكية عملت عليها سنوات وسنوات، كما هي في السياسة والاقتصاد وحتى «الموضة والماركات» تسيطر عليها امريكا من «نايكي، أبل، ماكدونالدز، مايكروسوفت، قوقل، فيس بوك، تويتر... الخ» هل لنا ان نقول هذه مؤامرات؟ هذا نتيجة عملٍ، خطط، استراتيجية، تنوع، بذل جهد، مثابرة، اجتهاد، اخلاص. الواقع يقول هذا بالأرقام، هل يوجد من يستغني عن الدولار؟ حتى دول «البريكس» لم تنجح في الوصول بالتبادل التجاري بينها ليصل 5% من قوة ونشاط الدولار العالمي، هذه قوانين معطيات اقتصادية، أمريكا تحرك «الاقتصاد» العالمي بعملتها «الدولارية» ارتفع الدولار انخفض التضخم في أوروبا واليابان وتنفست الصين، انخفض الدولار ارتفع التضخم «كما هو اليوم» في أوروبا واليابان والصين وكوريا والهند ودول البريكس، الدولار هو مرآة الاقتصاد العالمي، هل فشل الأمريكان اقتصادياً؟ نكمل غداً..