أكثر سؤال يتكرر يرد لي هنا بالجريدة أو بحوارات عامة أو من خلال صفحتي بتويتر وهو لماذا لا نفك ارتباطنا بالدولار باعتبار انه ضعيف وأحد أهم أسباب التضخم لدينا ؟ سؤال منطقي ووجيه ولكن الاعتقاد السائد لدى " العامة " أنه ممكن بقرار لحظي والآن ان نتحول ونقول " انتهينا " من الدولار وسوف نتحول لعملة أخرى أو سلة عملات ، هكذا يتوقع الكثير ان أمكن بليلة وضحاها ان نقول توقفنا من الدولار ونبدأ استراتيجية جديدة ، وأجيب لكل من سأل بكل وسائل الإرسال هذا لن يحدث حاليا ولا على المدى المتوسط ، يجب ان نقر ان الدولار هو العملة العالمية الاولى للتبادل التجاري فلا يمكن ان تشتري من الصين وتدفع باليورو او اليوان الصيني او الين الياباني آو اي دولة تشتري منها سلعا وخدمات ، المملكة تبيع النفط بالدولار ولا يمكن بيعه بعملة آخرى ، ولن يحدث اسلوب المقايضة بالطبع ، استثمارات المملكة بسندات وغيرها بالدولار ويصعب تغييره او التفكير به الان ، الاقتصاد الامريكي يظل اقوى الاقتصاديات حتى اليوم رغم كل ما يحدث ، لا يمكن تجد دولة في العالم لا تجد حضورا امريكيا " اقتصاديا " سواء بمنتجات او خدمات من ابل ومايكروسوفت وجنرال موتورز وبيونج وقوقل وماكادولنادز وغيرها كثيرة ولست هنا ممجدا للامريكان فهم لا يحتاجون شيئا من عندي ولكن هذا واقع العالم الذي نعيشه . الصين اكبر دائن لأمريكا واليابان دائن وحتى المملكة لكن الامريكان كاقتصاد هو المتحكم في هذا العالم ولا يوجد اقتصاد في العالم يستوعب هذا الكم من الاستثمارات إلا امريكا ، لا توجد تجارة عالمية في وسط افريقيا وأخرى شرق اسيا بدون المرور في وول ستريت وبنوكها ، هذا الواقع والعالم الذي نعيش ، نبيع النفط بالدولار يصبح ايرادا ويحول لتمويل الميزانية او احتياطيات ، لن يكون من السهوله تغيير ذلك . والبعض يردد اننا مجبرون على سعر الصرف بالدولار " سياسيا " وهذا غير صحيح ابدا لا يوجد ما يجبر فالمملكة أخرجت القوات الأمريكية في اوقات أزمة الخليج تستطيع اقتصاديا ان تفعل الشيء نفسه ، ونحن من يملك " الكاش " أو السيولة المالية في زمن اصبح الكاش " ملكاً " والمملكة عضوا في دول العشرين ، وهنا يفترض ان ندير قوتنا المالية في هذا الزمن بأفضل واعلى المكاسب وهذا المتوقع والمفترض ، ان عضوية المملكة كلاعب مهم يملك قوته المالية يضعنا امام متطلبات مهمة لاستثمار هذه الفوائض المالية ، يجب ان نقر ان الدولار هو ملك العملات الآن كوسيط عالمي للتبادل التجاري ، والأكثر تداولا والبنوك المركزية بدأت تتحول نسبيا للتنويع لعملات اخرى وهذا مهم لظروف الازمة المالية لكن لا الغاء للعملة وشطباً لها . هي متغيرات اقتصادية بحتة تفرض الواقع المفترض ان نقوم به وهو ما تقوم به المملكة الان ، ولن ينتهي الدولار إلا حين نسمع عبارة " الولاياتالمتحدة سابقا " على غرار الاتحاد السوفيتي سابقا ؟ فهل هذا مطروح الآن ؟ من يجب يحدد مساره مع الدولار الأمريكي .