المصدر الأساسي للأزمة المالية الخانقة التي اجتاحت دول العالم هو تدهور الاقتصاد الأمريكي بسبب مشكلة الرهن العقاري وعدم تمكن غالبية المستفيدين من التسديد لأنهم من ذوي الدخول المنخفضة . مما اضطر البنوك حجز العقارات الأمر الذي أفقد ما يزيد على مليوني أمريكي ملكيتهم وظلوا مدينين . وتفرعت المشكلة الأساسية إلى مشكلات ثانوية .. كارتفاع نسبة الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم .. وعجز البنوك تحصيل الديون وتراجع قيمة الدولار .. وتفاقمت المشكلة لتنتشر شظاياها إلى المؤسسات والمصارف العالمية .. لتنتقل دائرة الأزمة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهونج كونج والصين لتصل إلى دول الخليج العربي. والكثير من المحللين الاقتصاديين يشيرون إلى أن أسوأ فترة تاريخية تعرض لها اقتصاد الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهدي الرئيس بوش الأب والرئيس بوش الابن مما يعطي دلالة على فشلهما الرئاسي الذريع سياسيا واقتصاديا.. ويأتي الرئيس الأمريكي الجديد أوباما على تركة سيئة وثقيلة تتمثل في ضعف الثقة في الاقتصاد الأمريكي وكذلك الصورة القاتمة في أذهان شعوب العالم عن الحكومة الأمريكية بسبب الحروب الشرسة التي أقامتها دون مبررات حقيقية ومنها الحرب الأخيرة في العراق والتي اعترف بوش الابن ( وفي الوقت الضائع ) بأن ثمة معلومات غير دقيقة بنى عليها تخرصاته زجت بأمريكا في حرب دون هوادة لينجم عنها خسائر وضحايا بالملايين. والمتابع لخطابات أوباما ساعة وصوله سدة الحكم يلحظ أنه يسعى لوضع خطة إنقاذ سريعة وفاعلة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. وبما أن أمريكا هي السبب في الأزمة المالية العالمية يقول البعض ينبغي على أمريكا أن تتحمل وحدها فاتورة الدفع لأن الدول الأخرى غير معنية بخسائر كان سببها قرارات غير محسوبة من البنوك الأمريكية ومغامرات خاطئة من الرئيس بوش.. إلا أن أمريكا وهي القطب الأوحد تود جر العالم بأسره لدفع ضريبة هذه الأزمة المالية شاء أم أبى.. لتخفف من الضربات الموجعة كفقدان ما يزيد على مليونين ونصف المليون شخص أمريكي وظائفهم ليزيدوا من نسبة البطالة فضلاً على تراجع قيمة الدولار وارتفاع معدل التضخم وعجز الميزان التجاري وتفاقم حجم المديونية الأمريكية وتباطؤ معدلات النمو وإفلاس عدد من البنوك الشهيرة وركود المصانع . والآن بعد أن وقعت الفأس في الرأس وأصبحت أمريكا فرجة لمن يتفرج .. هل تستطيع الدول الأخرى أن تستفيد من الدرس الأمريكي ؟ وهل يمكن تأسيس بيوت خبرة لاستقراء المشكلات الاقتصادية قبل وقوعها .. أو على الأقل التخفيف من وطأتها؟ .. وهل تتغير مواقع قوى الاقتصاد العالمي لتصبح دولة الصين ذات سيادة عالمية؟ .. وكيف تتمكن الدول النامية من فك عملاتها من تبعية الدولار الذي يعاني من الاختناق؟ .. وهل يتعظ أصحاب رؤوس الأموال الذين كانوا يستثمرون في البنوك الأمريكية التي أعلنت عن إفلاسها ؟ وهل تخبئ رحم الأيام القادمة أزمات ستلحق بنا ؟ وإلى أي مدى وضعت بنوكنا جدار حماية لها وللمستفيدين وهل عملية تسييل المحافظ عملية مجدية تخدم المستثمرين أم أنها واحدة من أساليب الحماية الخاصة للبنوك دون الاهتمام بالشأن العام ؟ وفي جميع الأحوال وصل حريق الأزمة الأمريكية إلى كافة أصقاع الدنيا وها هي تلحق أيضا بالأسهم السعودية والتي اكتوى بنارها كبار وصغار المستثمرين والذي نخشاه أن تقع دول الخليج في فخ الكساد مما يجعلنا نحتاج إلى زمن لنرتقي إلى درجة الركود وفي كلتا الحالتين وضعهما مر . ومضة: * يزداد احترامي وتقديري لمدير إدارة الجوازات بمنطقة الباحة العقيد محمد سعد الشهري ليس لكون إدارته حصدت وبجدارة جائزة سمو أمير منطقة الباحة للأداء المتميز, وليس لأن موظفيه يتميزون أيضا بجودة الأداء أو للانطباع الجيد من المواطنين والمقيمين ليس لهذه الأسباب فقط .. ولكن للبشاشة التي يتمتع بها وحسن الخلق والتواصل الرائع مع جميع الأطياف الذين يمرون من مكتبه. وليعلم القارئ الكريم أن ليس لديّ مؤسسة تجارية حتى أشيد بالرجل.