تعد العاصمة المقدسة أفضل الأماكن العالمية في حجم الاستثمارات، بحكم موقعها الاستراتيجي والمتفرد، والذي يتميز بقدرة استثنائية في تقديم الخدمات ضمن مساحات جغرافية ضيقة جدا تستوعب اعدادا كبيرة تتجاوز الثلاثة ملايين وفي وقت قصير، حيث يتم توافد أعداد مليونية في كل مواسم العمرة والحج، ونمو هذه الأعداد يتطلب زيادة عدد الفنادق في المستقبل. وبينت الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية في وقت سابق أن حجم الاستثمارات الفندقية المطلة على الحرم في مكةالمكرمة (غرب) وصلت إلى أكثر من 18 مليار ريال. كما أوضح تقرير صادر عن الهيئة أن إجمالي المشاريع الفندقية تحت الإنشاء في مكةالمكرمة تجاوز 100 برج وشارف عدد من تلك المشاريع الفندقية على الانتهاء، وستضيف أكثر من 24.480 غرفة فندقية، وجاء في التقرير أنه يأتي في طليعة تلك المشاريع مشروع «جبل عمر» ومشروع «جبل الكعبة». واوضح المستثمر الدكتور عبدالله المشعل ان كل الدرسات والتقارير ترجح وصول حجم الاستثمارات الفندقية في العاصمة المقدسة في قطاع الإيواء إلى نحو 500 مليار ريال بحلول العام المقبل 2015، وهو رقم مرشح للزيادة في ظل عدد الأبراج والفنادق التي يجري العمل على إنشائها في المناطق المركزية وخارجها، مشيرا الى انه على الرغم من أن هناك العديد من التحديات والعقبات التي تواجه الصناعة الفندقية في العاصمة المقدسة، إلا ان الدولة وشركات التطوير لا تدخر جهدا في هذا الشأن. د. عبدالله المشعل ولفت الى ان كل التوقعات تشير الى صناعة مستقبل فندقي كبير وزاهر وهي المعطيات التي تحفز كبرى الشركات العالمية نحو العمل على دخول السوق السعودية، موضحا ان المنطقة المركزية بمكةالمكرمة تشهد تدفقا كبيرا من رجال الأعمال والمستثمرين المهتمين في مجال التطوير العقاري في المدينة المقدسة، مؤكدا أن هذا التدفق الكبير على المدى الطويل في مناسك الحج والعمرة يؤدي إلى طفرة في بناء الفنادق، مشيرا في ذات السياق إلى أن تدفق نحو 3 ملايين حاج إلى مكة سنويا لأداء فريضة الحج، أمر يجعل المستثمرين يسارعون لتقديم سلسلة فنادق عالمية متطورة. وقال المستثمر الدكتور عبدالله المشعل على الرغم من ذلك شهدت كتابة العدل الصادرة الاسبوع الماضي انخفاضا في المعاملات العقارية في مكةالمكرمة. مرجعا ذلك الى انشغال جميع القطاعات بموسم العمرة في شهر رمضان المبارك، مبينا ان هناك توقعات بأن يتجاوز عدد الغرف الفندقية في العاصمة المقدسة 160 ألف غرفة بحلول عام 2015، مشيرا إلى أن نسبة إشغال الغرف في الأيام العادية تصل إلى 65 في المئة، وترتفع إلى أكثر من 95 في المئة في مواسم الحج ورمضان. وأفاد بأن ازدياد حجم الطلب على قطاع الإيواء، والتوسعة الحالية لمنطقة الحرم المكي سيعمل على وجود فرص أكبر لزيادة الاستثمار في القطاع الفندقي، وبالتالي زيادة القدرة الاستيعابية في قطاع الإيواء في مكةالمكرمة استجابة للطلب الكبير في المواسم والارتفاع المرتقب في عدد الزوار من وجهات عديدة، خصوصاً بعد اكتمال المشاريع التطويرية لمكةالمكرمة بما في ذلك توسعة الحرم ومشاريع النقل. وقادت جهود التطوير الكبيرة التي انتظمت في المنطقة المركزية إلى محدودية مساحات الإنشاءات العقارية، فتحولت أنظار المستثمرين والمطورين العقاريين نحو المناطق المحيطة أو القريبة من المنطقة المركزية، ومنها منطقة محبس الجن، التي أضحت جاذبة للمستثمرين في المشاريع السكنية والفندقية، نظراً لقربها من المشاعر المقدسة، وسهولة الوصول إليها من الطرق الدائرية، حيث يفضلها العديد من الحجاج والمعتمرين من الداخل والخارج. وتشهد مكةالمكرمة العديد من الفنادق ومن مختلف المستويات ولم يتم الاعتماد فيها على الشقق المفروشة، فهذا النظام من السكن السياحي لا يمكن ان يكون هو الاساس والفنادق هي المكمل، لذا يفترض ان تكون الفنادق اكثر انتشارا من الشقق المفروشة وليس العكس. وبحسب توقع المجلس العالمي للسفر والسياحة سترتفع مساهمة قطاع السفر والسياحة بشكل مباشر إلى 14.9 مليار دولار في الناتج الإجمالي للسعودية أو ما يعادل 2.9% العام الماضي، مقارنة بنحو 10.4 مليارات دولار عام 2009. واعتبر المستثمر السعودي في مكةالمكرمة الدكتور عبدالله المشعل أن عالمية الطلب على منتجات الايواء والفنادق في مكةالمكرمة، وخصوصية المكان والحرم المكي الشريف؛ خلقت طفرة كبيرة في توطين المشاريع لمواجهة الطلب المتزايد الذي يتواكب مع أكبر توسعة للحرم المكي في التاريخ الاسلامي. وقال: يدرك المستثمرون السعوديون أهمية مكةالمكرمة شرفها الله، وجاء تكثيف جهود البناء والتوسع في مشاريع الايواء في وقت مناسب، لتعضيد الجهود المباركة لحكومة المملكة في توسعة الحرم المكي التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين. ويرى الدكتور المشعل أهمية التوسع في تشييد مشاريع الفنادق التي تناسب ذوي الدخل المتوسط من فئة الفنادق اربع نجوم وفق متطلبات فندقية واشتراطات عالية الجودة جودتها العالية، مؤكدا على أن مجموعته تدرس عروضا عالمية لادارة فنادق المجموعة. ويتوقع أن يعلن قريباً عن مرحلة أخرى جديدة لتطوير المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي، تشمل الجهات المقابلة للتوسعة الحالية، ولذلك فإن المستثمرين يرون أن العاصمة المقدسة خارج أي حسابات لقياس الاداء والتداول العقاري في العالم، إضافة إلى النمو العالمي في السكان المسلمين والانخفاض النسبي في تكاليف السفر الدولي كانا الدافعين الرئيسيين لزيادة أعداد الحجاج الذين يؤدون الحج والعمرة في السنوات الأخيرة، وعلى مدى السنوات الأخيرة تغير نموذج إسكان الحج والعمرة تجاه الفندقة التي تعتمد على الخدمة بدرجة أكبر مما وفر معايير أرقى من الراحة والسلامة، ولهذا تتطلب موارد مالية أعلى، ومستثمرين ذوي خبرة عالية في مكةالمكرمة.