يعيش القطاع الفندقي في المملكة طفرة نوعية ونموا متزايدا بسبب المشروعات العملاقة والمتعددة التي يشهدها القطاع في السنوات الأخيرة والاستثمارات الضخمة في القطاع السياحي والعقاري بشكل عام.. وقدرت تقارير عقارية حجم الاستثمارات الفندقية وسكن الحجاج في مكةالمكرمة بأكثر من 400 مليار ريال. وفي مكةالمكرمة تتسارع عدد من الشركات والتكتلات الاستثمارية إلى استكمال أعمال التشييد والبناء في مشاريع الإسكان الفندقية والإيواء؛ تمهيداً لاستكمال أعمال التوسعة للحرم المكي الشريف، والمشاعر المقدسة، وقرب حلول مواسم العمرة والحج. وتوقعت دراسة حديثة ان يشهد قطاع الفنادق في منطقة الحرم المكي الشريف في مكةالمكرمة مزيداً من المشاريع الفندقية التي تساهم في زيادة عدد الغرف للمعتمرين، وتوقعت ازدهار حجم السياحة الدينية في مكةالمكرمة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالتزامن مع ارتفاع معدلات المعتمرين سنويا إلى 10 ملايين معتمر خاصة بعد انتهاء مشروعات التوسعة للحرم المكي وانتهاء مشروعات الطرق الدائرية، وشبكة القطارات بين جدةومكة.. ومكة والمدينة، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات حال إتمامها إضافة (2160 غرفة) في زيادة نمو القطاع الفندقي في مكةالمكرمة. ويتركز قطاع الفنادق في السعودية في منطقة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة باعتبارهما قبلة المعتمرين والحجاج الذين يتجاوز عددهم 8 ملايين معتمر وحاج سنوياً، إضافة إلى المدن الرئيسية جدة والرياض والدمام والخبر. الرساميل الوطنية مدعوة لأكبر استثمار نامٍ في العاصمة المقدسة وقال المستثمر في هذا القطاع الدكتور عبدالله المشعل ان قطاع العقارات يشتمل على خدمات مساندة أساسية له، من هذه الخدمات الإسكان الفندقي وهو قطاع حيوي مهم له حصة كبيرة في عالم العقارات، إضافة إلى أنه قطاع بديل يحل مشكلات كبيرة مع ظهور الأزمات الإسكانية في مختلف أرجاء العالم وخاصة نقص الوحدات السكنية التي لا تتوفر للسكان والمحاولة لإيجاد البرامج والبدائل لزيادة المخزون وتحسين الأوضاع السكنية. وبيّن الدكتور المشعل انه على الرغم من تباين اداء الاستثمار العقاري في مكةالمكرمة، الا ان التقارير، رصدت وجود آلاف المباني للايواء والفنادق في مختلف الدرجات في مكة، ومع ذلك فان معظم الفنادق تشهد أزمة حجوزات نتيجة لتدفق الحجاج والمعتمرين والزوار على فنادق العاصمة المقدسة حيث تصل نسبه الإشغال إلى 100% خلال العشر الأواخر من شهر رمضان والعشرة الأوائل من ذي الحجة. ويرى الدكتور عبدالله المشعل ان قطاع الإيواء خاصة في مكةالمكرمة التي تشهد أكبر طفرة بناء وتوسعة على الإطلاق، تؤكد جميعها أهمية بقاء رساميل المستثمرين في حدود مساحة الوطن. معتبرا أن مكةالمكرمة من أكثر المدن في العالم التي لا يخضع الطلب فيها لأي مقياس؛ نظراً لتنوع الطلب على منتجاتها العقارية بين شقق التمليك، والتأجير، والمفروشة، والفنادق بمختلف الدرجات.. بدءا بخمس نجوم وانتهاء بأقل؛ إلا أن الطلب على دور الإيواء من الفنادق من فئة أربع نجوم تبقى أساس الطلب من حجاج ومعتمري الداخل، وكذلك الخارج وهؤلاء في الحقيقة يمثلون النسبة الأكبر خاصة من دول جنوب شرق آسيا، في حين أن معتمري وحجاج دول الخليج يفضلون فئة الخمس نجوم. وأشار الدكتور المشعل إلى أن عددا من المنشآت الكبرى أتمت استعدادها لشهر رمضان المبارك، الذي يصادف اجازة نهاية العام الدراسي، مشيراً في هذا الصدد إلى ارتباط الطلب الداخلي على الغرف الفندقية والشقق بمواسم الاجازات للمدارس للمعتمرين من الداخل خاصة للمواطنين. وشهد القطاع العقاري في المملكة حراكا كبيرا خلال الفترة الماضية، وجاء هذا الحراك مع توجه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله - بإنشاء مختلف المشاريع في البلاد لمواكبة الطفرة التي تعيشها المملكة، مما دفع الكثير من الشركات العقارية سواء العالمية أو الإقليمية إلى ضمان وجود لها والاستفادة من اقتصاد السعودية الحر والمفتوح.. أضف إلى ذلك المقومات التي تتمتع بها البلاد لنجاح أي صناعة بشكل عام وصناعة العقارات بشكل خاص، إذ تتميز البلاد بالأمن والأمان، مع استقرار سياسي واقتصادي كبيرين، ووجود احتياجات كبيرة لمشاريع مختلفة تجارية وإسكانية، ونمو سكاني مرتفع، الأمر الذي أدى إلى وجود شركات تطوير عقاري عدة لم تصل إلى العدد المطلوب.