استيقظ مهاجم نابولي الايطالي غونزالو هيغواين في الوقت المناسب وقاد منتخب بلاده الارجنتين إلى الدور نصف النهائي بعدما فك صيامه عن التهديف وسجل هدف الفوز في مرمى بلجيكا (1-صفر). انتظر هيغواين المباراة الخامسة للتألق وافتتاح رصيده التهديفي في العرس العالمي ويؤكد في النهاية أن منتخب "لا البيسيليستي" لا يتوقف على نجمه الأوحد ليونيل ميسي. "ميسي، مثل الماء في الصحراء. يجد الحلول عندما نعتقد بأنها ليست موجودة" هذا ما قاله مدرب الارجنتين اليخاندرو سابيلا عقب التأهل إلى الدور نصف النهائي. مجاملة لطيفة، ولكن استحضار الصحراء يؤكد إلى أي درجة كانت نتائج المنتخب الارجنتيني منذ بداية المونديال تتوقف على نجم برشلونة الاسباني ميسي. إصابة أنخل دي ماريا في نصف الساعة الأولى من المباراة كانت ستبخر حلم المنتخب الارجنتيني في تخطي عقبة دور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي كون مهاجم ريال مدريد الاسباني كان الوحيد الذي يجاري ايقاع المايسترو ميسي منذ بداية المباراة. لكن المباراة الرائعة التي قدمها هيغواين طمأنت جميع الجماهير الأرجنتينية على قدرة رجالها في الذهاب بعيدا في المونديال الذي تستضيفه الجارة البرازيل. سجل مهاجم نابولي هدف الفوز مبكرا وتحديدا في الدقيقة الثامنة بطريقة رائعة ودون ان يحكم السيطرة على كرة كان دي ماريا يرغب في تمريرها الى بابلو زاباليتا المتوغل داخل المنطقة بيد انها ارتطمت بقدم المدافع يان فيرتونغن فسددها مهاجم النادي الملكي سابقا على الطائر وبيسراه في الزاوية اليمنى البعيدة للحارس تيبو كورتوا. فك هيغواين صياما عن التهديف دام أكثر من 500 دقيقة، فافتتح رصيده التهديفي في مونديال البرازيل، ورفع رصيده إلى 5 أهداف في تاريخ مشاركته في النهائيات متساويا مع ميسي بالذات، وال 21 في مسيرته الدولية. وقال هيغواين عقب المباراة: "كنت أعمل، كنت أقوم بواجبي في التدريبات وأنتظر هذا الهدف. هذا الهدف كان سيأتي لا محالة. شعرت بأنني في حالة جيدة". وأضاف هيغواين صاحب 4 أهداف في نسخة 2010 في جنوب أفريقيا بينها ثلاثية في مرمى كوريا الجنوبية جعلته ثالث لاعب أرجنتيني ينجح في تسجيل هاتريك في العرس العالمي بعد غييرمو ستابيلي 1930 وغابريال باتيستوتا 1998: "كانت لدي الثقة في قدراتي، والمدرب الجهاز الفني كانوا يساندونني، وهذا ما يهم بالنسبة لي. جميع المهاجمين يريدون التسجيل، وهذا واجبنا. ولكنني أفكر من الأن في الدور نصف النهائي. لا تزال أمامنا مباراتان لدخول التاريخ". وبرر سابيلا البداية المتعثرة لهيغواين في المونديال الحالي بالإصابة التي تعرض لها منذ أبريل الماضي والتي أربكت موسمه. وقال سابيلا: "كانت نهاية موسمه حساسة مع نابولي. غاب عن جزء من التحضيرات وبعض التدريبات. كنت أنتظر منه الشيء الكثير. ركض كثيرا، وساعد زملاءه كثيرا وسجل هدفا بالغ الأهمية. هذا ما ننتظره من الهدافين". تحرر هيغواين بعد تسجيله للهدف وقدم مباراة شبه مثالية حيث بذل جهودا كبيرة هوجميا ودفاعيا أيضا لأنه لم يتوقف أبداً عن مضايقة مدافعي ولاعبي خط وسط المنتخب البلجيكي. وفضلاً عن ذلك، كان هيغواين قاب قوسين أو أدنى من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 55 من هجمة منسقة تلاعب من خلالها بالقائد فنسان كومباني بحركة فنية رائعة مرر من خلالها الكرة بين قدميه قبل أن يسددها قوية بيمناه ارتطمت بعارضة مرمى تيبو كورتوا إلى خارج الملعب. ويعرف الجمهور الأرجنتيني أيضا أنه مثلما كان بامكان دييغو ارماندو مارادونا الاعتماد في مونديال 1986 على خورخي فالدانو (4 أهداف)، فإن ميسي لن يشعر بأن وحيدا في صفوف "لا البيسيليستي" الحالي بوجود هيغواين الذي استعاد شهيته التهديفية وعروضه الجيدة.