لن تكون الموقعة المرتقبة بين الارجنتينوبلجيكا في الدور ربع النهائي من مونديال البرازيل 2014 عادية بتاتا بالنسبة لحارس "الشياطين الحمر" تيبو كورتوا، وذلك ليس لان "لا البيسيليستي" من اعرق المنتخبات في العالم وحسب بل لانها ستجمعه مجددا بليونيل ميسي. صحيح ان ميسي وجد طريقه الى شباك كورتوا في ثلاث مناسبات خلال مواجهة فريقيهما برشلونة واتلتيكو مدريد في الدوري الاسباني في فبرارير 2012 (2-1) وفي ديسمبر من العام ذاته(4-1 بينهما هدفا لميسي)، لكن النجم الارجنتيني عجز بعدها عن تخطي "سد" الحارس البلجيكي المعار من تشلسي الانكليزي الى "روخيبلانكوس" منذ 2011، في سبع مباريات متتالية. وقد لعب كورتوا دورا مفصليا في الموسم التاريخي لاتلتيكو مدريد الذي توج باللقب المحلي للمرة الاولى منذ 1996 باجباره ميسي ورفاقه في النادي الكاتالوني على الاكتفاء بالتعادل (1-1) على ملعب "كامب نو" في المرحلة الاخيرة الحاسمة، كما بلغ فريق المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني المباراة النهائي لدوري ابطال اوروبا للمرة الاولى منذ 1974 بعد ان مر ببرشلونة في الدور ربع النهائي قبل ان يسقط في المتر الاخير امام جاره اللدود ريال مدريد. وقد فرض كورتوا الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره والمتوقع عودته الموسم المقبل الى تشلسي، نفسه عقدة لميسي اذ فشل افضل لاعب في العالم في الوصول الى شباك الحارس البلجيكي في المباريات السبع الاخيرة التي جمعت فريقيهما ان كان في لقاء المرحلة الخامسة والثلاثين من موسم 2012-2013 او في مباراتي كأس السوبر الاسبانية في بداية موسم 2013-2014 او مباراتي الدوري ومباراتي ربع نهائي دوري ابطال اوروبا للموسم المنصرم. "انا اعلم تماما كيفية مواجهة ميسي"، هذا ما قاله كورتوا الذي فرض نفسه ايضا من أفضل حراس مونديال البرازيل اذ لم تهتز شباكه سوى مرتين في اربع مباريات (ركلة جزاء ضد الجزائر في المباراة الاولى وهدف في الثواني الاخيرة من الشوط الاضافي الثاني ضد الولاياتالمتحدة في الدور الثاني). وتابع الحارس البلجيكي "تواجهنا ضد بعضنا في العديد من المباريات بين اتلتيكو وبرشلونة، لكنه لا يتحمل مسؤولية الهزائم في بعض من هذه المباريات (هزيمة واحدة في الواقع خلال الموسم المنصرم صفر-1 في ذهاب ربع نهائي دوري الابطال مقابل 5 تعادلات). ميسي لاعب رائع وبامكانه تغيير وجهة المباراة بثانية واحدة". واشار كورتوا الى ان المنتخب الارجنتيني يملك خيارات اخرى في الخط الامامي يعرفها تماما، مثل انخيل دي ماريا (ريال مدريد) وغونزالو هيغواين (نابولي الايطالي حاليا وريال مدريد سابقا)، لكنه شدد على نقاط الضعف في الخط الخلفي لفريق المدرب اليخاندرو سابيلا والتي يمكن لبلاده ان تستغلها. وتابع كورتوا "مباراة السبت ستكون كبيرة لان الارجنتين تملك فريقا رائعا ونحن اظهرنا في هذه البطولة اننا نحقق تطورا متواصلا. امل ان نفوز، لكن الامر لن يكون سهلا. يجب ان نكون متماسكين ومنظمين في الخط الخلفي. الارجنتين تملك هجوما رائعا لا يعتمد على ميسي وحسب، بل هناك ايضا هيغواين ودي ماريا و(ايزيكييل) لافيتزي و(سيرخيو) اغويرو (من المستبعد مشاركته بسبب الاصابة)، لكنهم ليسوا اقوياء في خط الدفاع. هناك، بامكاننا ان نلحق بهم الضرر". من المؤكد ان لا حدود لطموح كورتوا الذي لم يكن يتجاوز السابعة عشرة من عمره حين خطى اولى خطواته في عالم الاحتراف مع غنك، وهو يملك دون شك جميع مقومات حارس المرمى الممتاز سواء من ناحية تمركزه الجيد او استرخائه او ردات فعله على خط المرمى او هيمنته في منطقة الجزاء، ناهيك عن القوة الذهنية الخارقة التي يتميز بها هذا الحارس الفارع الطول (199 سنتم). ورغم انه لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، يملك كورتوا سجلا مميزا اذ توج بلقب الدوري البلجيكي عام 2011 والكأس البلجيكية عام 2009، ما دفع تشلسي الى التعاقد معه في يوليو 2011 بعقد يمتد لخمسة اعوام. لكن في ظل وجود الحارس العملاق التشيكي بتر تشيك بين الخشبات الثلاث، قرر النادي اللندني اعارته لاتلتيكو حيث سد الفراغ الذي خلفه دافيد دي خيا بانتقاله الى مانشستر يونايتد الانكليزي في يونيو 2011. وكان تشلسي محقا باعارته الى اتلتيكو لان الحارس البلجيكي حصل على فرصة صقل مواهبه، وليس ذلك وحسب بل فرض نفسه من افضل حراس الدوري الاسباني والقارة الاوروبية ولعب دورا اساسيا في تألق فريقه وباحرازه لقب مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" وكأس السوبر الاوروبية عام 2012، ثم باحراز الكأس الاسبانية في 2013 اي في العام الذي تم اختياره افضل لاعب بلجيكي محترف في الخارج، وصولا الى التتويج التاريخي بلقب الدوري الموسم الماضي والوصول الى نهائي دوري ابطال اوروبا. وقد دفع تألق كورتوا في صفوف اتلتيكو بمدرب تشلسي البرتغالي جوزيه مورينيو الى التأكيد بان الحارس البلجيكي سيعود الى "ستامفورد بريدج" بعد انتهاء مشاركته مع بلاده في نهائيات البرازيل التي وصل اليها "الشياطين الحمر" بسجل دفاعي مميز بعد ان اهتزت شباكهم في اربع مناسبات من اصل 10 مباريات خاضوها في التصفيات الاوروبية في ظل وجود هذا الحارس الذي يأمل السير على خطى الاسطورة جان-ماري بفاف الذي قاد بلجيكا الى نصف نهائي مونديال 1986 قبل ان تخرج على يد الارجنتين بالذات. كورتوا.. يواجه تحدياً جديداً