حذر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق من أن العراق قد يشهد فوضى مماثلة للتي تعيشها سورية في حال أن العراق لم يتَّبع سريعاً "المسار الدستوري"، أي انتخاب رؤساء السلطات الثلاثة. وقال نيكولاي ملادينوف في تصريحات له أمس إن "على الناس أن تفهم هذا الوضع سريعاً" ويعني به تحول العراق إلى النموذج السوري. المالكي متشبث بالسلطة من جهته فتح رئيس الوزراء نوري المالكي الازمة السياسية في العراق على مزيد من التعقيدات بعدما اعلن انه لن يتنازل "ابدا" عن ترشحه لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، في خطوة تؤشر الى ان عملية تشكيل حكومة جديدة لن تشهد خاتمتها قريبا. وجاء موقف المالكي هذا ليعارض دعوة المرجعية للاسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع. وقال المالكي (64 عاما) في بيان نشر أمس الجمعة على موقع رئاسة الوزراء "لن اتنازل أبدا عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء". وكان رئيس البرلمان، وأحد أقوى خصوم المالكي السياسيين، اسامة النجيفي قد سحب ترشحه لولاية ثانية لرئاسة المجلس بهدف فسح المجال امام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث. وقال النجيفي الذي ينتمي للطائفة السنية "اقدر عاليا طلبات الاخوة في التحالف الوطني الذين يرون ان المالكي مصر على التمسك برئاسة مجلس الوزراء في حال ترشيحي لرئاسة مجلس النواب، لذا اقول لهم اني لن اترشح لرئاسة المجلس". السيستاني يرفض المالكي أما المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني فقد طالب أمس بتشكيل حكومة "تحظى بقبول وطني واسع" وهو ما ترجمه كثير من المسؤولين بانه دعوة لاستقالة المالكي. وقال السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء ان "الاسراع بتشكيل الحكومة وفقا للاطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع، امر في غاية الاهمية". وناشد المرجع الشيعي من وصفهم ب (رجال السياسة) بأن يتداركوا أخطاء الماضي التي "أصبح لها تداعيات خطيرة على مستقبل العراقيين جميعا". واضاف "كما من المهم ان يكون الرؤساء الثلاثة، رئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، منسجمين فيما بينهم في وضع السياسات العامة للبلد وقادرين على حل المشاكل التي تعصف به وتدارك الاخطاء الماضية". ولم ينسَ المرجع الإشارة إلى أن وجود توافق شعبي حول الحكومة المقبلة من شأنه أن "يوقف هجوم المسلحين المتطرفين" الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق. واشنطن تحجّم الأكراد في رد من الولاياتالمتحدة على دعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني للاستقلال قال المتحدث باسم البيت الأبيض أمس: "الواقع اننا لا نزال نعتقد بأن العراق اقوى اذا كان متحدا" مضيفا "لذلك تواصل الولاياتالمتحدة الدعوة الى دعم عراق ديموقراطي وتعددي وموحد وسنواصل حث كل الاطراف في العراق على الاستمرار بالعمل معا نحو هذا الهدف". والتقى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في وقت لاحق كبير موظفي مكتب بارزاني وشدد امام الوفد الكردي على "اهمية تشكيل حكومة جديدة في العراق تضم كل المكونات".