قال أسامة النجيفي الرئيس السابق للبرلمان العراقي وهو خصم سياسي رئيسي لرئيس الوزراء نوري المالكي إنه لن يرشح نفسه لرئاسة البرلمان لفترة جديدة ليسهل على الأحزاب السياسية الشيعية مسألة اختيار بديل للمالكي، ودعاه الى التنحي، لان تغيير رئيس الوزراء بداية لتغيير سياسات قادت إلى أزمة تلو أخرى حتى أصبح العراق مهددا بالتقسيم والضياع"، فيما ربط قائد الجيوش الأميركي الجنرال "مارتن ديمبسي" الحملة العسكرية العراقية لدحر المسلحين بمؤشرات واضحة من حكومة بغداد بأنها مستعدة للحوار مع السنة والأكراد، واعلنت واشنطن معارضتها استفتاء كردستان للانفصال عن العراق، واغارت طائرات سورية على قضاء القائم، ومن بين المصابين قياديان معروفان في تنظيم داعش هما أبو علي الموصلي وأبو محمد التونسي، وقال المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني: إن عجز البرلمان عن الاتفاق على حكومة جديدة في أول جلسة له يعد فشلا مؤسفا، مجددا دعوته إلى أن الحكومة الجديدة يجب أن تحظى بقبول وطني واسع، لتدارك اخطاء الماضي. رفض الاستفتاء وعبرت الولاياتالمتحدة عن معارضتها للدعوة التي وجهها رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني للاستعداد لتنظيم استفتاء على حق تقرير المصير، معتبرة ان الطريقة الوحيدة امام البلاد لتصد هجوم مقاتلي "الدولة الاسلامية" هي ان تبقى متحدة. وكان بارزاني قال في خطاب في البرلمان المحلي للاقليم الكردي "اقترح عليكم الاستعجال في المصادقة على قانون تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكردستان لان هذه هي الخطوة الاولى، وثانيا اجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير". لكن البيت الابيض الذي كان يعمل من خلف الكواليس لمحاولة اقناع القادة السنة والشيعة والاكراد في العراق بتشكيل حكومة وحدة وطنية في بغداد عبر عن معارضته هذا الاقتراح. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست "الواقع هو اننا لا نزال نعتقد بان العراق اقوى اذا كان متحدا". واضاف "لذلك تواصل الولاياتالمتحدة الدعوة الى دعم عراق ديموقراطي وتعددي وموحد وسنواصل حث كل الاطراف في العراق على الاستمرار بالعمل معا نحو هذا الهدف". النجيفي يسحب ترشحه سياسيا، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، في كلمة له وجهها للشعب العراقي، عن سحبه ترشحه لرئاسة المجلس في دورته الجديدة. وقال النجيفي في كلمته: "إدراكا منا لثلاث حقائق، أولاها أن الوطن لا يبنيه ولا يحميه إلا رجاله، وأن تاريخه لا يكتبه إلا الثابتون على قيمه العليا، والثانية أن المنعطفات التاريخية تختبر معادن الرجال، والثالثة أن إخراج العراق من محنته القاسية الحالية يتطلب قدرا كبيرا من التضحية من أجله، وتقديرا منا لما أبداه الشركاء الشرفاء من مواقف طيبة على صعيد إنقاذ العملية السياسية، أعلن عن سحب ترشحي لرئاسة مجلس النواب في دورته الجديدة". وتابع رئيس البرلمان العراقي "لقد خضنا الانتخابات الأخيرة تحت لافتة التغيير الذي طالبتم به، وحققنا تأييدكم ومؤازرتكم، وجاءت لحظة الاستحقاقات الانتخابية التي أقرها الدستور في الترشيح للرئاسات الثلاث". وقال النجيفي: "طالبنا بالتغيير وعملنا مع أطراف في التحالف الوطني والتحالف الكردستاني من أجل تغيير رئيس الوزراء كبداية لتغيير سياسات قادت بلدنا العزيز إلى أزمة تلو أخرى حتى أصبح العراق مهددا بالتقسيم والضياع". وأفاد أن الهدف المعلن كان لخدمة أهل العراق الذين عانوا من الإقصاء والتهميش وعدم التوازن، بل إنهم أصبحوا نازحين ومهجرين وملاحقين دون قدرة حقيقية على التمييز بين المواطنين الأبرياء وبين المجاميع الإرهابية المجرمة. وأضاف النجيفي "حان وقت قطاف نتائج جهدنا، فقد أصبح التغيير مطلبا لأطراف مهمة وفاعلة في التحالف الوطني، وأصبح مطلبا رئيسا للتحالف الكردستاني، حتى بات المالكي مدركا أن لا مناص من ترشيح رئيس جديد لمجلس الوزراء، فما كان منه إلا الإصرار على ربط خروجه من رئاسة مجلس الوزراء وعدم ترشيحه لولاية ثالثة بموافقتي على عدم الترشيح لرئاسة مجلس النواب الجديد". وعن غرابة طلب التحالف الوطني لاستقالته أوضح النجيفي "أقدر عاليا طلبات الاخوة في التحالف الوطني الذين يرون أن المالكي مصر على التمسك برئاسة مجلس الوزراء في حالة ترشيحي لرئاسة مجلس النواب". وأضاف "تقديرا لهم وحرصا على تحقيق مصلحة الشعب والوطن والدفاع عن المظلومين وأصحاب الحقوق، جاء قراري بعدم الترشح لرئاسة المجلس، فهدف التغيير يتطلب التضحية، وأنا موافق عليها إخلاصا لشعبي وأهلي ومستقبل وطني". وختم النجيفي قائلا "الآن أشعر بأن تغيير المنهج الذي عانى منه العراقيون أصبح قريبا، وقد كنت دائماً وأبداً مشروعا للتضحية من أجل المبادئ والقيم ومصالح الشعب والوطن". ذكر مقرب من المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله العظمى علي السيستاني اليوم الجمعة ان جلسة البرلمان العراقي الاولى التي عقدت في الاول من الشهر الجاري سجلت اخفاقا يؤسف له لانها فشلت في تسمية رئيس ونائبين لرئيس البرلمان. وقال احمد الصافي معتمد المرجعية الشيعية العليا في كربلاء امام الاف من المصلين الشيعة خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الامام الحسين "عقد مجلس النواب العراقي وفق الدستور وتفاءل المواطنون العراقيون ان يكون ذلك بداية جيدة للمجلس بالالتزام بالدستور لكن ماحصل من عدم انتخاب رئيس ونائبين لرئيس البرلمان كان اخفاقا يؤسف له". واضاف" نأمل من الكتل السياسية ان تكثف حواراتها للخروج من الازمة الراهنة في اقرب فرصة وعلى الجميع ان يكونوا بمستوى المسؤولية العظيمة في هذه الظروف والاسراع بتشكيل الحكومة وفقا للاطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع غاية بالاهمية وان يكون الروؤساء الثلاثة البرلمان والجمهورية والحكومة منسجمين فيما بينهم لحل المشاكل التي تعصف بالبلاد وتدارك اخطاء الماضي التي لها تداعيات خطيرة على العراق ". ودعا " جميع الاحزاب السياسية الابتعاد عن أي خطاب متشدد يؤدي الى مزيد من التأزم واحترام الدستور والالتزام ببنوده دون انتقائية لانه لايمكن القبول بأية خطوة خارج اطار الدستور". الجنرال ديمبسي وقال قائد الجيوش الأميركي الجنرال "مارتن ديمبسي" إن قوات المالكي عززت دفاعاتها في محيط بغداد لكنها ستكون بحاجة على الأرجح لمساعدة خارجية من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها المسلحون. واضاف الجنرال دمبسي أن المستشارين العسكريين الأميركيين الذين تم إرسالهم على الأرض يعتبرون أن قوات المالكي قادرة على الدفاع عن بغداد، لكنها ستواجه صعوبات في الانتقال الى الهجوم بسبب مشاكل لوجستية، لكنه أوضح أن تلك الصعوبات لا تعني بالضرورة أن الولاياتالمتحدة ستقوم بالتدخل عسكريا. وأوضح ديمبسي أن حملة عسكرية عراقية لدحر المسلحين ستستغرق وقتا من أجل الإعداد لها ويجب أن ترافقها مؤشرات واضحة من حكومة بغداد بأنها مستعدة للحوار مع السنة والأكراد. وقال ديمبسي "إنه إذا لم تفهم الحكومة العراقية الرسالة وتظهر أنها عازمة حقا على السماح لكل الجماعات بالمشاركة فإن كل شيء نتحدث عنه لن يكون له أدنى فائدة". وأشار إلى أن الخطوة الأولى في تطوير تلك الحملة هي تحديد ما إذا كان لدينا شريك في العراق يريد الارتقاء ببلده إلى وضع يكون فيه كل العراقيين راغبين في المشاركة فيه. وأضاف أنه "إذا كان الجواب كلا، فهذا يعني أن المستقبل قاتم". مواجهة مستمرة وعلى الصعيد الميداني شهدت شوارع مدينة جلولاء التابعة لمحافظة ديالى العراقية مواجهات مستمرة تتخللها عمليات قنص بين مسلحين وقوات البشمركة. وتمكن المسلحون من السيطرة على البنايات العالية لعدد من أحياء المدينة بعدما كانوا يسيطرون فقط على حي واحد وهو حي التجنيد. في ذات الوقت تستعد قوات خاصة ارسلتها حكومة إقليم كردستان للهجوم على المدينة. وفي الفلوجة قالت مصادر طبية عراقية أن مدنيين اثنين قتلا وأصيب 12 آخرون بينهم طفل وامرأة إثر قصف شنه الجيش العراقي على أحياء سكنية في مدينة الفلوجة وفي بلدة الكرمة القريبة منها، وقتل مدنيان في الكرمة وأصيب أربعة آخرون جراء قصف بالمدفعية الثقيلة لمنطقتي الصبيحات والبوعودة وتسبب القصف في هدم أجزاء من المنازل وإلحاق أضرار بمنازل أخرى، كما أصيب ثمانية من المدنيين بينهم طفل وامرأة في قصف بالمدفعية الثقيلة والراجمات استهدف أحياء سكنية في الفلوجة وتركز القصف على أحياء الجمهورية ونزال والرسالة وجبيل وألحق أضرارا بالمنازل.